يقوم إسلوب القيادة في شركة أبل (Apple) على اعتماد نظام القيادة الديموقراطي، وهو نقيض لأسلوب الإدارة السلطوي الذي يعتمد على الرأي الواحد للقيادة العليا. يعتمد ذلك الأسلوب على المشاركة في الرأي والتوافق، بالإضافة إلى منح سلطات أكبر لجميع المستويات الإدارية لاتخاذ قرارات استراتيجية بصورة شبه مستقلة فيما يخص تطوير منتجات جديدة. على الجانب الأخر، فإن شركة سامسونج تتبنى الأسلوب الأمريكي في القيادة ويشمل ذلك المخاطرة بصورة كبيرة، الاعتماد على المواهب الفردية، تحديد الحوافز للأفراد بناء على أدائهم، الإبداع كثقافة تنظيمية، والسرعة في مواكبة التطور.
تاريخ شركة أبل:
أسست شركة أبل على يد ستيف جوبز (1955م - 2011م) في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1976م في ولاية كاليفورنيا لتجميع أجهزة الكمبيوتر، ثم تصميم الأنظمة الخاصة بها قبل أن تبدأ الشركة لاحقًا في إنتاج الهواتف من خلال أول هاتف تاتش لها أيفون (iPhone OSX) عام 2007م والذي بيع منه وحده مليون جهاز لتبدأ قصة النجاح الحقيقية للشركة منذ ذلك الوقت. في عام 2010م، قامت الشركة بإطلاق جهاز التابلت (iPad) لتقوم بجذب المستخدمين عن طريق التكنولوجيا الرائدة التي تقدمها الشركة. بلغت القيمة السوقية لشركة أبل في عام 2021م حوالي 3 تريليون دولار لتتعدى بذلك قيمة اقتصاد دولة مثل بريطانيا بالكامل.
تاريخ شركة سامسونج:
على الجانب الأخر، فإن قصة نجاح شركة سامسونج هي قصة مضنية وصعبة حيث تم تأسيس الشركة الأم على يد إي بيونغ تشول (1907م - 1987م) في عام 1938م بمدينة تايجو بكوريا الجنوبية أول مرة كشركة تجارية لتجارة المواد الغذائية من خلال تكتل كوري به العديد من الجنسيات. في عام 1954، وسعت الشركة نشاطها من تجارة المواد الغذاية إلى أما شركة إلكترونيات سامسونج المعروفة اليوم فقد أسست في عام 1969م في مدينة سوون بكوريا الجنوبية لتقوم لاحقًا بطرح أول تلفاز للشركة عام 1970م. في عام 1999م، قامت سامسونج بطرح أول هاتف يمكنه الاتصال بالإنترنت وقد حقق نجاحًا باهرًا في ذلك الوقت. أخيرًا، بدأت سامسونج منذ عام 2010م بدخول سوق الهواتف المحمولة الذكية من خلال هاتف جالاكسي إس والذي بيع منه مليون هاتف في 45 يومًا فقط. بلغت القيمة السوقية لسامسونج عام 2013م حوالي 230 مليار دولار حتى وصلت تلك القيمة إلى 320.4 مليار دولار في عام 2020م.
كيف نجحت شركة أبل وسامسونج في القيادة؟
العمل أمر يتعلق بالمنصة:
يحتاج القادة إلى التركيز الكلي على تحويل الأعمال من المنتج إلى الخدمات المتعددة ومصادر الدخل المبنية حول المنصات والنظم البيئية كلما أمكن، فهو وضع تنافسي دائم حقًا وجدير بالبناء. لتوضيح الأمر، فإن أي قائد لابد أن يتمتع ببعض الأدوات التكنولوجية التي تمكنه من مواكبة العصر واللحاق بركب تطلعات العملاء التكنولوجية حيث أن التكنولوجيا هي المستقبل.
الإبقاء على أهمية جداول الأعمال:
إن الأمور المتعلقة بالهاردوير أو الأجزاء المادية للأجهزة بما فيها من خصائص هامة يمكنها من تحقيق السرعة والجودة في آن واحد. في الحقيقة، لا يزال هناك مجال للإبداع في منتجات الهاردوير لكن الأعباء جسيمة وتفوق رغبة عدد كبير من قادة الأعمال الغربيين، حيث تحتاج مخاطر الاستثمار الكبرى إلى العودة لجدول العمل. لذلك فإن جداول الأعمال هي ما ينظم تلك التطويرات في أي مجال وأي شركة.
التصميم سلعة يمكن بيعها:
لا يمكن للشركات أن تتحمل التغاضي عن التصميم الرائع، ولكنها كذلك لا تستطيع الاعتماد عليه، فسوف يتطلع قادة الأعمال الأكفاء إلى مزايا التصميم التالي؛ وهي الخدمة المتكاملة والبرمجيات والهاردوير والاتصال. لذلك فإن تصميم أي من المنتجات الالكترونية كالهواتف، الأجهزة اللوحية، والأجهزة المكتبية قد يدفع نوع ما من العملاء من شراء تلك الأجهزة فقط لما فيها من إبداع في التصميم.
الإسناد طريقة ناجحة للوصول للهدف:
يعتبر الجمهور، أو قاعدة العملاء، أو النظام البيئي أمر حيوي لصناعة القرار، فمن الأفضل توافر الوضوح حول هذه النقطة. لذلك، لابد من التركيز على تفويض المهام للمرؤوسين بما لا يشمل عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بأهداف المؤسسة، ولكن يجب أن يتم ذلك التفويض في إطار الأهداف المؤسسية الموضوعة مسبقًا.
التفكير بقواعد الإبداع المحدود:
يجب أن تمزج الرؤية الواسعة لشركتك مع تقدير جميع المجالات التي تحتاج الآن خدمتها وحمايتها، واستراتيجية الإبداع المحدود للقيام بذلك. لذلك فإن الإبداع ليس هو الحل دائما، حيث تكون بعض المزايا كالعملية والاعتمادية والاقتصادية للأجهزة أهم من الإبداع فيها.
أسواق اليوم تحتاج إلى عملية جديدة لصناعة القرار:
لا يمكنك الاكتفاء بتفويض اتخاذ القرارات، أنت بحاجة إلى نماذج جديدة لعملية صنع القرار. إن ذلك الأمر لابد أن يتم في إطار منح سلطة أكبر للمرؤوسين في نظم غير مركزية من أجل زيادة مشاركة الموظفين والعاملين وانتماءهم وكذلك انتاجيتهم. وفي نفس الوقت، يجب أن يتم اتاحة الفرصة للعملاء للمشاركة في صنع قرارات الشركات من خلال التعرف على احتياجاتهم، توقعاتهم، وأراءهم حول المنتجات المختلفة ومن تحتاجه من تحديث.
كن متحمسًا دون تحمل التزامات أكبر من اللازم:
لا يجب أن يعميك الحماس والالتزام عن القرارات العملية. على سبيل المثال، لا تقم شركة أبل أو سامسونج إلا بتحمل التزامات تكنولوجية مثلا كإطلاق هاتف أو جهاز لوحي بخصائص معينة قد سبق للشركة من قبل تجربتها بدل المرة مائة حتى يمكنها من تقديم تلك الميزة لعملائها عند وعدهم بها.