تدور أحداث رواية "أرض زيكولا حول بطل شاب في مقتبل العمر يبلغ من العمر 28 عاما من قرية البهوفريك اسمه خالد. يحاول خالد للمرة الثامنة أن يتقدم لزميلته في الكلية وأيضًا حبيبته لخطبتها ولكن يتم رفضه من قبل والد الفتاة بداعي أنه يرغب لابنته شاب فريد من نوعه، بعدها يبدأ خالد محاولاً أن يقوم بمغامرة يتمكن عن طريقها الوصول لحل يرضيه.
مؤلف رواية "أرض زيكولا":
كاتب هذه الرواية هو الروائي عمرو عبد الحميد، وهو روائي مصري ولد في محافظة الدقهلية عام 1987م. درس عمرو عبد الحميد الطب بجامعة المنصورة وتخصص في قسم الأنف والأذن والحنجرة. له العديد من المؤلفات مثل رواية "أمواج أكما"، "قواعد جارتين"، "أرض زيكولا"، "دقات الشامو"، و"أماريتا".
تلخيص رواية "أرض زيكولا":
1. بداية حبكة الرواية:
قرر خالد بعد أن تم رفضه من والد حبيبته بعد محاولات عدة، أن يذهب برحلة إلى سرداب فوريك الموجود بالقرية، هذا السرداب الذي تدور حوله بعض الإشاعات والأقاويل المخيفة، منها أنه كان آخر مكان تواجد فيه والدي خالد، فيذهب حينها لجده ويقوم باستدعاء رفيق له ويعطي لخالد كتاب قديم جدًا لشخص سبق وأن نزل إلى السرداب إلا أن هذا الكتاب غير كامل. دخل خالد السرداب في الليل وبعد رحلة طويلة حدث انهيار به، بعد أن نجا خالد وجد نفسه في صحراء جرداء بها رجلان يدلون خالد عن مدينة أرض زيكولا، وفي هذا اليوم كان يقام احتفال كبير يعرف بيوم الزيكولا.
2. دخول أرض زيكولا:
وأخيرًا دخل خالد المدينة وتعرف على يامن وصاحبه إياد الذين أخبروه بقوانين زيكولا وطرق التعامل مع الناس هناك تكون بوحدات الذكاء وليس النقود وكيف يتم ذبح أغبى شخص في المدينة في يوم الزيكولا بعد اختبار لعبة الزيكولا له. وعندما قرر خالد الخروج من المدينة أخبروه بأن البوابة التي دخل منها تم إغلاقها ولن يتم فتحها مرة أخرى إلا في العام القادم يوم الاحتفال بـ زيكولا.
3. محاولات البحث عن الكتاب:
بعد ذلك يبدأ خالد بالتعرف على الطبيبة أسيل التي تقوم بمساعدته في إكمال الرحلة للبحث عن كتاب عرف خالد بأنه أثمن كتاب تم بيعه في أرض زيكولا ويحتوي على وهم كبير يعرف باسم سرداب فوريك وهذا الكتاب كان مع شخص جاء المدينة منذ 20 عاماً. وعلم خالد بعدها أن مالك هذا الكتاب كان والده، فبدأ خالد بالعمل برفقة صاحبه يامن للحصول على الكثير من وحدات الذكاء التي يحتاجها للوصول إلى الكتاب، والبحث أيضًا عن مالك الكتاب بصحبة أسيل، ليتبين في النهاية أن صاحب الكتاب هو شقيق خالد والذي حصل عليه بعد أن قام بقتل والده حتى يرثه. لقد تطلب الكتاب المزيد من وحدات الذكاء خصوصاً أن شقيقه كان شخصية جشعة واستغلالية، بعدها سيجد خالد في الكتاب سر لم يتمكن من حله إلا بمساعدة أسيل التي كانت لديها الكثير من وحدات الذكاء.
4. العثور على سرداب فوريك:
وبعد ما تم العثور على باب السرداب الرجوع، كان لا بد من التوصل إلى طريقة للوصول إليه بعد ما أن عرف خالد أن الباب يوجد خارج سور زيكولا وليس بالداخل، فوضع خطة وهي كالتالي: سوف يقوم بحفر نفق في أحد المنازل القريبة من السور حيث سوف يدفع للخادم الذي يقوم بحراسته 200 وحدة ذكاء والعمال الذين يقومون بحفر النفق 300 وحدة ذكاء، على أن يقوموا بإنهاء الحفر في خلال 20 يوم.
5. إنجاب ابن الحاكم ولعبة الزيكولا:
وفي خلال هذه الأيام سوف يعمل خالد حتى يستعيد وحداته من جديد، لكن المفاجأة هنا هي إنجاب ابن الحاكم في الشهر السابع، وخلال هذا تم القبض على خالد لأنه يعد أغبى أو أفقر شخص في زيكولا وبعد أن قامت بفحصه الطبيبة أسيل إلى جانب الكثير من المعتقلين، تبين أنه من أبرز الأشخاص الأكثر فقرا. وبعدها تم إحالته إلى لعبة الزيكولا التي فشل فيها وحكم عليه بالذبح لكن الطبيبة قد اعطته المزيد من واحدت الذكاء لديها دون أن يعرف لأنها كانت تحبه ولم ترغب بذبحه، وتم بعدها الإعلان بالإفراج عن خالد لأنه أصبح غني والطبيبة أسيل خاطئة.
6. عودة البطل إلى موطنه:
وبعد أن قاما رفقاء خالد بتقديم المساعدة له تمكن بالفعل من الدخول عبر النفق الذي يؤدي إلى سرداب فوريك ورجع إلى بلده، وبعدها هربت الطبيبة أسيل التي قامت بمساعدته طوال الرحلة من أرض زيكولا.
قانون أرض زيكولا:
1- لا يوجد أي عملات أول مال في أرض زيكولا ولكن التعامل يكون عن طريق وحدات الذكاء الاصطناعي.
2- يحصل العمال على وحدات ذكاء مقابل عملهم ويشترون بها المأكل والمشرب والمسكن والملبس.
3- الشخص الغني هو الشخص الذكي أما الفقير فهو الشخص الغبي.
4- لا يجوز الخروج من أرض زيكولا في أي يوم عادي بل في يوم الزيكولا يجوز الخروج فقط لأن فيه تفتح أبواب المدينة.
5- يقتل المفلسين أي أقل الناس ذكاءا في كل يوم زيكولاعن طريق الذبح وهذا يمثل فكرة البقاء ولكن ليس للأقوى بل للأذكى.
6- يجب على الإنسان تنمية ذكاء والمحافظة على ما يملك من وحدات ذكاء حتى ينجو.
الشخصيات الرئيسية في "أرض زيكولا":
سوف نستعرض لكم في البداية أهم الشخصيات الرئيسية التي تدور حولها أحداث رواية أرض زيكولا، وهم كالتالي:
1- خالد:
هو بطل الرواية ويعتبر هو الشخصية المحورية في هذه الرواية وله حضور قوي ومميز، هو شاب يتيم فقد والده وأمه ويعيش مع جده، لديه رغبة وإصرار أن يقوم برحلة في سرداب فوريك بالرغم ما ورد عنه من أقاويل كثيرة بأنه مسكون بالجن.
2- أسيل:
هي فتاة في تبلغ من العمر 24 عام، وظيفتها طبيبة في أرض زيكولا، تقوم بالكشف على المرضى وتحديداً الفقراء.
3- يامن:
هو رفيق خالد في أرض زيكولا العجيبة، حاول أن يتجاوز قوانين أرض زيكولا حتى يساعد خالد في الرجوع لوطنه.
4- إياد:
هو أقرب صديق لـ يامن، يبدأ خالد بالتعرف عليه ويصبحوا أصدقاء، ثم يعرض إياد بعض الإقتراحات على خالد كحل لخروجه من أرض زيكولا.
الشخصيات الثانوية في "أرض زيكولا":
يدخل أيضًا بعض أحداث رواية أرض زيكولا مجموعة من الشخصيات الثانوية، وهما كما يلي:
1- منى:
هي زميلة مقربة من خالد في الكلية، التقيا صدفة في الطريق، وتطورت بينهما علاقة عاطفية، لكنها لكل تستمر وتمت خطبتها بطبيب.
2- والد منى:
هو شخصية مختلفة في الطباع والأسلوب ولديه، يرغب أن يزوج ابنته من رجل نادر لا يوجد مثيل له، لذلك لم يوافق بخطبة منى على خالد.
3- جد خالد:
يبلغ من العمر 80 عام تقريبًا، عاش خالد معه منذ الصغر بعد موت والده، وقد تحدث مع خالد عن سر سرداب فوريك محاولاً دخوله.
4- هلال:
هو شاب يبلغ من العمر 20 عاماً، كان يغلب عليه الفقر، شخصية سيئة تتسم بالطمع والكسل والجشع، ويُعرف بعد ذلك أنه شقيق خالد في أرض زيكولا.
5- الحاج مصطفى:
هو رفيق جد خالد، هو أول شخص فكر محاولاً دخول السرداب، واشتهر باسم مجنون السرداب، وهو من من قام بإعطاء خالد الكتاب الذي سوف يساعده في الوصول إلى السرداب.
6- الحاكم وزوجته:
هو من يحكم أرض زيكولا، وقد يبدو شخص عادل وسط ظلم وقهر القوانين التي فرضت من قبل ولم يتمكن من تعديلها.
تحليل ونقد رواية "أرض زيكولا":
تتميز رواية "أرض زيكولا" بالعديد من السمات الهامة أولها استخدام العامية المصرية في بعض الأحيان بين الشخصيات وهذا يوضح مدى تأثر الكاتب بلكنته المصرية وكذلك يوضح أن أهالي أرض زيكولا ليسوا أهل لغة وأدب بل أهل ذكاء وعمل. أما ثاني السمات فهي سهولة السرد لجذب القاريء ومواكبة عصر السرعة التي يمل الإنسان فيها التفكير والتحليل بل والقراءة في بعض الأحيان. أخيرًا لم يقدم الكاتب أو يشير إلى فلسفته الفكرية الخاصة بل جعل للرواية فلسفة فكرية تخيلية عامة تناسب جميع الأذواق. وقد أصر الكاتب عمرو عبد الحميد أن يذكر في هذه الرواية عن المكان الذي نشأ وولد فيه، وهو قرية "البهوفريك"، وقد نسج في مخيلته بأن هناك سرداب في هذه القرية من خلاله يتم الوصول إلى أرض زيكولا، وحتى يوضح المؤلف الفكرة التي يرغب بإيصالها للقارئ قام بتقسيم الرواية إلى عناصر رئيسية وهي على النحو الآتي:
تحليل العنوان:
لقد نسج الكاتب مكاناً من نسج خياله ووظّفه فبدأ به عنوانًا للرواية وهي "أرض زيكولا"، فهي أرض من وحي خيال المؤلف ليس لها أي صلة بالواقع، أرض من تأليف الكاتب فكرة جديدة وليست متكررة، لذا كان عنوان هذه الرواية أهمية ضرورية في العمل السردي، والعنصر الذي يعمل على جذب القراء للمحتوى الذي يفسره والوصول إلى عدة دلالات.
تحليل المكان:
ما يميز هذه الرواية هي غرابة الأحداث والعجب من المكان الذي دارت فيه هذه الأحداث أيضًا؛ إذ دارت الحبكة ودور الشخصيات في الرواية بين عالمين مختلفين؛ عالم واقعي وهو (مصر) المكان الذي ولد وعاش فيه بطل الرواية، والآخر عالم خيالي وهو (أرض زيكولا) المدينة العجيبة التي تم النزول إليها عن طريق سرداب فوريك من خلال سلك طريق الصحراء القاحلة.