تلخيص وشخصيات وتحليل وشرح نهاية رواية "يوتوبيا"
مؤلف رواية يوتوبيا:
أحمد خالد توفيق "المعروف بلقب بالعراب" هو كاتب رواية "يوتوبيا" وهو طبيب وروائي مصري شهير. ولد أحمد خالد توفيق في عام 1962م بمحافظة طنطا واشتهر بالكتابة في مجالات الرعب، ومناقشة القضايا الاجتماعية. كتب أحمد خالد توفيق العديد من الروايات ومن أشهر ما كتب "زغازيغ"، "السنجة"، "مثل إيكاروس"، "في ممر الفئران"، "قصاصات قابلة للحرق"، "عقل بلا جسد"، "أسطورة النداهة"، "207"، "قهوة باليورانيوم"، "فقاقيع"، و"لست وحدك". تدور أحداث رواية "يوتوبيا" حول المستقبل الذي تخيله الكاتب وهو ما تتعرض له مصر من سوء الأحوال الاقتصادية والسياسية في القرن الحادي والعشرين.
أهم شخصيات رواية يوتوبيا:
سوف نتعرف معًا فيما يلي على أهم الشخصيات الرئيسية في رواية يوتوبيا وهي كما يلي:
1. علاء:
هو شاب ثري يعيش في يوتوبيا يدعى علاء وهو ابن مراد بك، وهو بطل رواية يوتبيا وقد كره حياة الثراء والرخاء ويقرر أن يترك يوتوبيا.
2. جيرمنال:
هي صديقة علاء التي تغادر معه يوتوبيا.
3. جابر:
شاب مثقف، وهو الذي يستضيف علاء وجيرمنال في منزله المتواضع، بالرغم من إنه شاب فقير.
4. صفية:
هي شقيقة جابر الصغيرة وأخته الوحيدة.
ملخص رواية يوتوبيا:
لاقت رواية "يوتوبيا" إعجاب الكثيرين، حيث تجسد هذه رواية يوتبيا كيف ستصبح مصر عام ٢٠٢٣م.
بداية أحداث الرواية:
تدور أحداث رواية يوتبيا حول قصة شاب غني أسمه علاء من يوتوبيا، كان يريد أن يسلي نفسه ووقته لكسر ملل الحياة والرفاهية التي كان يعيشها في يوتوبيا، ومن ضمن مغامراته في التسلية هي الصيد، كان يصطاد البشر الفقراء، وبسبب تلك هذه الحياة المملة قرر علاء أن يذهب إلى رحلة صيد مع صديقته جريمنال.
رحلات الصيد:
كانت عبارة عن صيد إنسان فقير يسكن فى العشوائيات، واللعب به مع أصدقائه المقربين للحصول على التفاخر أمامهم بقتله والاحتفاظ بقطعة من جسده كتذكار له.
وكانت لعبة الصيد وقتها من الهوايات المفضلة لدى أغنياء يوتوبيا تحديدا الذين يعيشون في الساحل الشمالي في ذلك الوقت.
كان صيد البشر ليس غريباً على علاء فقرر أن يذهب هو وصديقته جيرمنال إلى المكان الذي يتواجد فيه العمال بعد انتهاء دوامهم، يوجد هناك سيارات تنقلهم بعد عملهم من مدينة يوتوبيا إلى مناطقهم العشوائية.
طريقة صيد البشر:
كانت مع علاء بعض الفطائر والاكلات اللذيذة استدرج بها بعيداً رجل فقير، ثم قامت جريمنال بضرب هذا الرجل على رأسه وأخذوا ثيابه وتركوه في مكان بعيد، ثم انطلقوا بسيارتهم إلى مكان آخر.
السوق:
هو مكان يوجد به عدة عربات مصنوعة من الصفيح والأخشاب، ذهب إليه علاء وصديقته جيرمنال، كان المكان عبارة عن عدة روائح سيئة ومناظر كريهة غير مألوفة بالنسبة لهم، وعربات تحمل كافة أنواع السلع من مأكولات وفواكه وعطور وكلها أشياء رخيصة الثمن ومنها الوصفات الطبية، لأن وقتها كان لايوجد عناية طبية أو مستشفيات غير للأغنياء فقط في مدينة يوتوبيا.
كان مراد بك يحتكر السوق في ذلك الوقت، كان كل شيء سعره باهظ الثمن من مأكولات وفواكه وعطور وملابس كل شيء، الأسعار كانت خيالية حتى سعر الدواء كان في متناول الأغنياء فقط.
وأيضاً هناك الأقفاص الخشبية وهي أقفاص بها الكثير من جلود الدجاج والأرجل والرؤوس والأجنحة، كان يشتريها الفقراء لأنها كانت الطريقة الوحيدة لهم لتناول الدجاج.
وبعدها رأى علاء وجيريمنال عربات تحمل ثياب مستعملة ومتسخة للبيع وكانت تنهال عليها الزبائن لشرائها، وهذا كان بالنسبة له أمر غريب.
ممارسة البغاء:
هذه المنطقة تقف على أبوابها نساء يبيعون أنفسهم من أجل الحصول على المال، فهي منطقة مليئة بالعشش، فخطر على بال علاء أن يحصل على إحداهن كتذكار له، ولكن اختياره هذه المرة كان خاطئاً لأنه وقع على سمية التي كان عمها سرجاني بلطجي المنطقة وقتها، وكان عمها يراقبها بأستمرار وعندما أخذها علاء بعيداً ضربها على رأسها حتى فقدت الوعي وكانت معه جريمنال لينفذوا باقي المهمة، وفجأة وجدوا أنفسهم محاصرين بالكثير من الرجال حولهم وهم رجال السرجاني، وصرخ أحدهم وقال أنهم ليسوا من هنا هما من يوتوبيا.
ظهور جابر:
جابر هو شاب يبلغ من العمر ٣٠ عاماً، هو شاب مثقف ويكره العنف، لولا ظهور جابر في ذلك وقت الحادثة لكانوا علاء وجيرمنال أموات على يد رجال السرجاني، فهو إستطاع إنقاذهم وأقنع السرجاني ورجاله إنهم من الاغيار (الفقراء)، بعد أن أعطاهم الفلوجستين الذي كان مع علاء.
الفلوجستين:
هو أقوى مخدر في ذلك الوقت، والذي احتكره أغنياء يوتوبيا لأنفسهم مثل أي شيء آخر خصصوه لهم، أنشغل السرجاني ورجاله بـ الفلوجستين وأخذهم جابر إلى العشة التي يسكن فيها مع أخته صفية.
عالم الأغيار (الفقراء):
إستطاع جابر ضيافتهم عدة أيام في المكان الذي يسكن به، وكانوا قبل أن يخرجوا من العشة كان جابر يلبسهم ثياب متسخة ويلطخ وجوههم حتي يكونوا مثلهم، وجابر جعلهم يشاهدون كم القذارة التي يعيشون فيها وعدم قدرتهم في الحصول على حقوقهم كبشر مثلهم وعيش حياة كريمة مثل أغنياء يوتوبيا، فقد يصل بهم الأمر احيانآ أن يصطادوا الكلاب والقطط لأكلها، ويأكلون الدجاج النافق من مزارع يوتوبيا.
المكان كله لايوجد به شبكة صرف صحي بل أصبح شبكة صرف عمومية، وظل يحكي جابر لهم عن الحقد الأعمى الذي يتعرضوا له دائماً من أغنياء يوتوبيا عندما كانوا يصطادونه كالفئران ويحتفظون بجزء من أجسادهم للحصول على التسلية والمتعة.
اغتصاب صفية:
علم جابر بأن وجود علاء وصديقته جيرمنال أصبح خطراً عليهم جميعا، فقرر جابر أن يعودو إلى يوتوبيا وأخبرهم جابر بأن يستعدوا للرجوع، وإنه سيغيب ساعتين ليجهز كل شيء للرجوع ويعود لأخذهم.
أثناء غياب جابر عن المنزل أنتهز علاء هذه الفرصة وقام بالاعتداء على صفية أخت جابر وقام باغتصابها بالرغم من محاولتها وضربه بأن يبتعد عنها، وبرغم معرفته بإصابتها بمرض الدرن، فهو شخص لايوجد في قلبه رحمة ولا يحمل في قلبه سوى مشاعر الحقد والكراهية للأغيار، بالرغم من مساعدة جابر له ولصديقته في محنتهم.
وبالرغم من ذلك هدد صفية إنها لو أخبرت أخيها بما حدث سوف يقتله أمام عينيها، فقررت الصمت من أجل حماية جابر.
العودة إلى يوتوبيا:
عاد جابر إلى البيت لأخذهم وشعر إن أخته بها شيء غريب ولونها شاحب ولكنها لم تتكلم وهو لم يسألها ما حل بها في غيابه، فذهب هو وعلاء وصديقته جيرمنال إلى المكان الذي يوجد به سيارات تحمل العمال إلى يوتوبيا.
فذلك الوقت كان يفكر كيف سيدخل يوتوبيا بدون تصريح وحتى إنه لا يستطيع الإتصال بأبيه لأخذهم بالطائرة لأنه فقد تليفونه.
المساعدة مقابل الغدر:
عندما انزلهم جابر يشقوا طريقهم من الصحراء حتى وصلوا إلى الطريق، وكان هناك رجلان دفع لهما جابر مبلغ كبيراً وأقنعهم بأن علاء وصديقته من الأغيار ويريدان أن يجربوا حظهم في السرقة داخل مدينة يوتوبيا، فظل الرجلان يحفرون حتى ظهر باب حديد بناه الأغيار ليذهب بهم إلى يوتوبيا.
عندما نزل علاء وصديقته وجابر إلى النفق، وصلهم جابر إلى النفق من الناحية الأخرى، وأثناء رجوعه غدر علاء بجابر وضربه على رأسه بحجر وكانت ضربة قوية، وبعدها قتل جابر وقطع يده وأخذها كتذكار له.
نهاية رواية يوتوبيا وقيام الثورة:
عندما عاد علاء هو وصديقته جيرمنال، واحتفل أصدقائهم بعودتهم، أظهر علاء التذكار ليتفاخر به أمامهم.
وبعدها بفترة تعطلت جميع سيارتهم وطائراتهم في المدينة، لأن الأغيار هاجموا القافلة التي تنقل إليهم البايرول وهو مادة كيميائية بديلة للبترول، لأن البترول وقتها لم يعد مستخدماً.
وفي نهاية رواية يوتوبيا، قام الأغيار بإفراغ الخزانات وكانوا يملؤها بمياه الصرف الصحي وأدى ذلك إلى تعطيل تام في جميع وسائل المواصلات وأصبحوا جميعهم محاصرين داخل يوتوبيا.
ووصلهم أن الأغيار في حالة غضب شديدة، بسبب ماحدث لجابر واخته صفية، وبالفعل اقتربوا الأهالي من بوابة يوتوبيا التي يحرسها جنود المارينز بأسلحتهم الثقيلة.
في ذلك الوقت كان يجري علاء نحو السور ورأى تجمعات كبيرة من الأغيار، ومنهم السرجاني وسمية وصفية وجميع الأهالي، فأخذ البندقية من يد جندي المارينز وبدأ بإطلاق النار نحوهم حيث انتهت رواية يوتوبيا بالثورة والنزاع المسلح ضد السلطة.
تحليل ونقد رواية يوتوبيا:
يضع الكاتب أحمد خالد توفيق في رواية "يوتوبيا" تصوره لما سيحدث في المجتمع المصري بسبب التدهور الاقتصادي والوضع السياسي الذي يقود البلاد نحو الهاوية، حتى تزداد الأمور سوءًا وتتسع الفروق بين طبقات المجتمع حتى تتلاشى تماماً الطبقى الوسطى، ومن ثم ترتفع نسب البطالة وزيادة معدلات الجريمة والعنف، وذلك بسبب اختفاء جميع الأنظمة الحاكمة ويتم انقسام المجتمع إلى طبقتين.
طبقة الأغنياء أصحاب النفوذ والسلطة، الذين يعزلون أنفسهم في مدينة ذات أسوار عالية تحت حراسة أمنية مشددة اسمها يوتوبيا. أما الطبقة الأخرى فهي الفقراء المغلوبين على أمرهم ويحظر عليهم دخول يوتوبيا لأنها مدينة الأغنياء وليس الفقراء.
وبخصوص تحليل وشرح نهاية رواية يوتوبيا، فمع السرقات والاغتصابات وحالات القتل التي حدثت في الرواية وصورت على أنها أمر مقبل اجتماعيا بناء على ثقافة البقاء للأقوى، تنتهي رواية يوتوبيا بثورة جياع على الأغنياء حيث يتمرد الفقراء عليهم ويقتحمون البوابات ويقتلون رجال الأمن، وهذا يشير لفكرة أن الوطن سفينة واحدة في نهاية المطاف فإن نجا الفقراء نجا الأغنياء مهم وإن هلك الفقراء سيهلك الأغنياء معهم.