دائمًا يتجنب الأشخاص الخجولين الآخرين حيث يوصف هؤلاء الأشخاص بأنهم خائفين، غير واثقين، وخجولين، ومنعزلين، ومترددين، ويتجنبون التعرض لأي مواقف في معظم الوقت، إنهم ينكمشون من الألفة أو من الاتصال مع الآخرين وفي المواقف الاجتماعية إنهم لا يبادرون أو يتطوعون، هم غالباً ساكتون يتكلمون بلطف وتجنبون وسائل الاتصال كالنظر في وجه الآخرين، يعتبرهم الآخرون قاسيين ويجب اجتنابهم وهذا يقودهم إلى مزيد من الخجل، إن بعض تصرفات الراشدين تعزز وجود الخجل عندهم وفي رأيهم إن الأطفال يجب أن يشاهدوا ولا يسمعوا!! وفي المواقف التي تبدو صعبة ينسحب هؤلاء الأطفال، وغالباً ما يغادروا المكان.
مفهوم وتعريف ظاهرة الخجل:
تباينت وجهات النظر الخاصة بمفهوم الخجل وذلك نظراً لطبيعته المركبة فقد عرف البهي الخجل بأنه حالة انفعالية يصاحبها الخوف عندما يخشى الفرد الموقف الراهب المحيط به. أما المسادوني فيعرف الخجل بأنه تأثير انفعالي بالآخرين في المواقف الاجتماعية.
مكونات ظاهرة الخجل:
1- المكون الانفعالي: يظهر ذلك المكون من خلال تنبيه الأحاسيس النفسية التي قد تدفع الشخص إلى استجابة من أجل تفادي والانسحاب بعيداً عن أي مصدر تنبه، ويشمل ذلك خفقان القلب، احمرار الوجه، وكذلك برودة اليدين.
2- المكون المعرفي: يمثل ذلك المكون انتباه مفرط للذات وكذلك وعي زائد بالذات، بالإضافة إلى صعوبة في الاتصال والأقناع .
3- المكون السلوكي: يمثل ذلك المكون نقص الظاهرة بالإضافة إلى أنه يركز على الكفاءة الاجتماعية للأسخاص الخجولين الذين يوسمون بنقص الاستجابات السوية.
أسباب وأشكال ظاهرة الخجل الاجتماعي:
1- العوامل النفسية: تتمثل تلك العوامل في التنشئة الاجتماعية الخاطئة مثل السخرية من سلوك الطفل، أو عدم تشجيعه للقيام بالسلوك الصحيح والمرغوب فيه.
2- العوامل الاجتماعية: تتمثل تلك العوامل في عدم وجود الرعاية الاجتماعية وحالات التفكك الأسري.
3- العوامل الجسدية: تتمثل تلك العوامل في حالات العاهات، أو العجز، وبناء على ذلك فإنه يمكن التوصل إلى أهم أسباب الخجل مثل:
- النقص في الجسد، أو الحواس، أو المصروف.
- أساليب التربية الخاطئة التي تؤدي لسلوكات خاطئة.
- التأخر الدراسي وعدم التفوق العلمي.
- افتقاد الشعور بالأمان والإحساس بالخوف بصورة دائمة.
- نشأة الطفل في أسرة معروف عنها الخجل.
أسباب الخجل الاجتماعي منذ الطفولة:
عدم الشعور بالأمن:
لا يستطيع الأطفال الذين يعانون من قلة الأمان مواجهة الآخرين والتعامل معه. يرجع ذلك لأن أولئك الأطفال يفتقدون الثقة وكذلك الاعتماد على النفس. إن عملية نمو أولئك الأطفال وشعورهم بالأذى والمجازفة هي مخاطرة اجتماعية في المقام الأول، حيث أنهم يخيفهم كونهم مغرقين مسبقاً بمشاعر عدم الأمان. لذلك فإن هؤلاء الأطفال لا يدركون ما يدور حولهم بصورة جيدة بسبب موقفهم الخائف من ممارسة أي من المهارات الاجتماعية. لذلك فإن الأطفال الخجولين من المتوقع أنهم سيصبحون أخجل في المستقبل بسبب قلة التدريب والحاجة إلى التغذية الراجعة (الفيدباك) القادم من الآخرين.
الحماية الزائدة:
غالبًا ما يعاني الأطفال الذين يتوفر لهم حماية زائدة من والديهم من عدم النشاط والاعتماد على الأخرين، ويرجع ذلك إلى وجود فرص محدودة لديهم للقيام بالمغامرة لذا يصبح هؤلاء سلبيين، في أغلب الأحيان يقود هذا النمط من التربية للخوف.
عدم الاهتمام (الإهمال):
يظهر بعض الآباء قلة اهتمام بالغ بأطفالهم، ويؤدي هذا النقص العام بالاهتمام بالطفل إلى شعوره بالدونية وكذلك النقص. بالإضافة لذلك يشجع عدم الاهتمام (الإهمال) على وجود الاعتمادية عنده. يؤدي عدم اهتمام الوالدين بالطفل إلى وجود شخصية خائفة، مترددة، وخجولة تشعر هذا الطفل بأنه لا يستحق الاحترام كما تصبح عنده عدم ثقة بالنفس والتي تعتبر ضرورية للمخاطرة والقيام بالأنشطة المجتمعية.
النقد المستمر:
إن الآباء الذين ينتقدون علانية أطفالهم يساعدون على وجود الخوف عندهم لأن هؤلاء يتلقون استجابات سالبة من الراشدين، إنهم يصبحون مترددين وغير متأكدين وخجولين، إن الآباء قد يكونوا ناقدين لأنها هي تلك الطريقة التي ربوا عليها وإنها تبدوا طبيعية، إن بعض الآباء يعتقدون أن النقد هو أسلوب أو طريقة جيدة وضرورية لتعليم الأطفال كيف يتصرفون إن النتيجة للنقد المتزايد هي طفل خجول وخائف.
المضايقة من الأخرين:
إن الأطفال الذين يضايقون أو يسخر بهم سوف يصبحون خجلين، يسخر الآباء والإخوان من الأطفال الذين يجرحهم النقد ويستجيبون بالانسحاب من أمام الآخرين.
عدم الثبات:
إن أسلوب التناقض وعدم الثبات في معاملة الطفل وتربيته يساعد على وجود الخجل لذلك قد يكون الوالدان حازمان جداً في بعض الأوقات وقد يكونا مهتمين جداً وفي أوقات أخرى، والنتيجة يصبح الأطفال غير آمنين ولا يعرفون التنبؤ بماذا سيكون عليه تصرف والديهم، وفي هذه الحالة سيكونون خجولين في كل من البيت والمدرسة، ربما يكون بعض الأطفال خجولين فقط في البين ولكن لا يكونوا كذلك مع الآخرين، إن هؤلاء الأطفال يضيعون وقتهم عبثاً في البحث عن أناس ثابتون في معاملتهم معهم.
التهديد الأبوي:
يهدد الآباء الأطفال وقد لا ينفذوا تهديداتهم أو غالباً ما يهدد بها الآباء وينفذوها أحياناً وكذلك قد لا يتقبل الآباء الطفل وذلك بعدم إظهار الحب له لذلك يصبح عند الأطفال رد فعل على التهديدات المستمرة بالخوف والخجل، إنهم ينسحبون كوسائل لتجنب امكانية حدوث هذه التهديدات ولذلك يكون موقفهم نحو الناس دفاعياً.
تدليل المعلم:
يصبح بعض الأطفال معتمدين على المعلم، ويعززون هذا السلوك فيهم لأنه يحب الأطفال الجميلين والخجولين، والنتيجة أن هؤلاء الأطفال يصبحون معتمدين على الكبار ويصبحوا خجولين من أصدقائهم وأقرانهم.
اللقب والتنمر بالخجل:
يتقبل بعض الأطفال أنفسهم بأنهم خجولين كصفة ملازمة لهم، كما لو أنهم يريدون أن يبرهنوا على أنهم خجولين، إنهم لا يعتقدون بأن أي إطراء أو مديح لهم يمكن أن يكون حقيقياً إنهم يعتقدون أنهم خجولين وأن هذه هي شخصيتهم وبما أنهم يشعرون بالدونية يمنعهم من الوصول إلى ما يريدون، إن التحدث السلبي مع النفس هو شيء مألوف عندهم فهم يقولون إنني لا أستطيع أن أتحدث مع أي شخص، إنني أعرف بأنهم يكرهونني، كان من الأفضل ألا أتحدث بشيء لأنني أبدو كالأبله.
طرق علاج ظاهرة الخجل:
1- الحث على أن يكون الأطفال اجتماعيين: شجع أطفالك على زيارة الأطفال الآخرين واللعب معهم وجعلهم يشاركوهم في الدروس والرحلات والطعام وعلى الآباء أن يشعوا السلوكيات الاجتماعية عند أطفالهم بإعطائهم الحلول والمعززات المرغوبة لديهم.
2- تشجيع الثقة بالنفس: ليس بالضرورة أن يكون سلوك الطفل كاملاً ومع ذلك يجب أن يشجع الوالدان ثقة الطفل في نفسه وعلى الوالدين معالجة الصراعات والضيق الذي يشكو منه الطفل ويجب على المربين عدم تقديم الحماية الزائدة للأطفال ويجب أن يشار إلى إنجازاتهم بالاحترام والفخار.
3- تشجيع السيادة ومهارات النمو: يعلم الأطفال كيف يحترمون ذويهم بحيث يقدم للأطفال أعمالاً يستطيعون القيام بها ويجب تعليم الأطفال المهارات التي تساعدهم على الانجاز والنجاح.
4- تقديم جواً دافئاً ومتقبلاً: قدم للأطفال الانتباه والحب الأمر الذي يساعدهم على الثقة بأنفسهم وعدم الخجل ويجعلهم يشعرون بالتقبل والأمن.