تلخيص رواية "يسمعون حسيسها" للمؤلف الأردني أيمن العتوم
تناقش رواية "يسمعون حسيسها" قصة طبيب سوري إسمه "إياد" تم اعتقاله من المكان الذي يأدي عمله فيه واقتياده للتحقيق ظلما في تهمة الإرهاب ومحاولة اغتيال الرئيس السوري ليقضي في السجن ١٧ عام تقريبا يذوق فيها العذاب ألوانا هو وبعض من أهله كأخيه أحمد الذي يعتقل أيضا تباعا. ووفقًا لما ورد في رواية "يسمعون حسيسها" من أحداث، يوضح الكاتب أيمن العتوم من خلال هذا العمل الروائي الألم والمرارة التي يتعرض لها المعتقلين في السجون، مصوراً حقيقة هذا العالم المظلم المليء بالكآبة.
مؤلف رواية يسمعون حسيسها:
مؤلف تلك رواية يسمعون حسيسها هو الشاعر وكاتب المسرح والروائي الأردني الكبير أيمن العتوم. ولد ايمن العتوم في مارس ١٩٧٢م في مدينة سوف بالأردن. تلقى أيمن العتوم تعليمه الثانوي بعجمان في دولة الإمارات قبل أن ينتقل للأردن ليلتحق بكلية العلوم والتكنولوجيا للحصول على درجة بكالوريوس الهندسة المدنية عام ١٩٩٧م. وفي نفس الوقت حصل أيمن العتوم من جامعة اليرموك على بكالوريوس اللغة العربية عام ١٩٩٩م قبل أن يسعى للحصول على درجة الماجستير عام ٢٠٠٤م ودرجة الدكتورة عام ٢٠٠٧م. اشتهر أيمن العتوم بالكتابة في أدب السجون ومن أشهر رواياته "يا صاحبي السجن"، "يسمعون حسيسها"، "ذائقة الموت"، "كلمة الله"، "حديث الجنود"، "نفر من الجن"، "خاوية"، "تسعة عشر"، و "أنا يوسف".
هل رواية يسمعون حسيسها حقيقية؟
نعم، أحداث رواية يسمعون حسيسها حقيقية حيث أنها مبنية على مذكرات طبيب سوري وسجين مظلوم سابق إسمه "إياد". ويعتبر كل ما وقع من أحداث مثل التعذيب والمعاناة واعتقال بعض من الأهل كأخيه هو حقيقي وهذا ما يضفي تشويق على الرواية ويزيد من مشاركة القارئ مشاعر الكاتب "أيمن العتوم" والبطل "إياد الأسعد". وقد حاول إياد التخفيف من تلك المعاناة من خلال استخدام مهنته الطب ليساعد من حوله وليلهي نفسه عما يلقاه من ألم. وقد أشارت الرواية إلى بعض الأماكن الحقيقية لتثبت واقعيتها مثل قسم الخطيب التابع للأمن الداخلي السوري ومن بعدها السجن الرئيسي بمدينة تدمر في سوريا.
أهم شخصيات رواية يسمعون حسيسها:
تدور أحداث رواية "يسمعون حسيسها" حول شخصية رئيسية واحدة، وهي كالتالي:
الدكتور إياد أسعد:
هو طبيب سوري ناجح في مهام عمله.
الشخصيات الثانوية لرواية يسمعون حسيسها:
بينما تدور أحداث رواية يسمعون حسيسها بين مجموعة من الشخصيات الثانوية، وهي على النحو التالي:
1. أحمد: شقيق الدكتور إياد.
2. أبو نذير.
3. قسطنطين صروف.
4. هارون.
5. فاروق.
6. زوجة إياد.
ملخص رواية يسمعون حسيسها:
تلك رواية حقيقية مستوحاة من مذكرات شخصية بطل رواية يسمعون حسيسها الطبيب إياد وماضيه والمعاناة الصعبة التي عاشها داخل السجن في سوريا لمدة 17 سنة.
بداية الأحداث:
تتمحور أحداث رواية يسمعون حسيسها حول شخصية واحدة مهمة وهو الطبيب إياد أسعد، الذي تعلم منذ الصغر القيم والآداب الإسلامية، وكان لديه إصرار كبير على الدراسة والتعليم حتى تخرج طبيبًا، وفي ليلة خلال تأدية مهامه الوظيفية في المستشفى انتشرت قوات الأمن حول المستشفى وقامت بالقبض عليه بتهمة الإرهاب، وتم أخذه إلى أحد المراكز الأمنية ليتم استجوابه وتعرض للتعذيب والاهانة لمدة عامين.
وبعد هذه الفترة القاسية التي قضاها في هذا الحبس، تم نقله بعد ذلك هو وآخرين من السجناء إلى سجن تدمر في سوريا، حيث كان يتلقى فيه ظلم وإساءة أشدّ كثيراً وعذاب أضعاف، حيث كان يتم استقبال المعتقلين بالعصي والمعدات المعدنية، ومن هنا أخذ يحكي الدكتور إياد ما لاقاه في هذا السجن اللعين وشبح الموت ظاهراً أمامه بشكل دائم.
عقدة الرواية:
في العام السابعة عشر من اعتقال الطبيب إياد، آمن له رفيق كتابًا، فتعلم بعض المعلومات الهامة عن إدارة السجون، حيث تم نقله إلى الحبس الانفرادي، وهناك بدأت تأكل الحشرات في جسده والوحدة تؤدي به إلى الهذيان، وقد ظل في هذا العذاب سبعة أشهر أصبح بعدها غير مدرك وغير قادر على الكلام.
النهاية:
لقد صدر إعلان من الرئيس بالإفراج عن إياد، الذي تلقى الخبر بصدمة شديدة وأخذ يفكر كثيراً كيف سيكون لقاؤه بالأهل والعائلة بعد هذه السنين، فينتقل بالسيارة للانتقال إلى بلدته، وعندما وصل هناك علم أنّ أمه ماتت، وأنّ والده قد تزوّج وانتقل من البلدة، بينما ابنته التي تركها في سن الطفولة أصبحت شابة جميلة، وشركة حياته التي تركها وهي حامل مازالت بانتظاره ليعود إليها على الرغم من تداول أخبار عن موته، وقد رُزق بولد يدعى أحمد.
تحليل ونقد رواية يسمعون حسيسها:
تنتمي رواية "يسمعون حسيسها" إلى فئة أدب السجون (تماما مثل رواية السجينة لمليكة أوفقير وميشيل فيتوسي) حيث أن معظم أحداثها تدور حول سجين ظلم اسمه "إياد" يذوق العذاب ألوانا. أما بالنسبة لخصائص رواية يسمعون حسيسها، فأول الخصائص هي وضوح الأحداث وسلاستها. لنبدأ مثلا بالحبكة، يمكن اكتشاف الحبكة والعقدة من أول الرواية حيث أن الرواية تبدأ باعتقال البطل وتتصاعد الأحداث أو العقدة من خلال التعذيب والألم النفسي والجسدي الذي لقاه البطل وزملائه في السجن. كذلك يمكن توقع الحل في الرواية من أول وهلة وهو بالطبع سيكون إطلاق سراح السجين وليس موته طالما وصلت إلينا مذكراته في صورة رواية فقد عاين "إياد" الحرية ولم يمت.
أما ثاني تلك الخصائص فهو الواقعية، حيث أن رواية يسمعون حسيسها تحكي قصة سجين سوري في الثمانينات والتسعينات (١٩٨٠ - ١٩٩٧م) في تدمر السورية وتعتبر شهادة ذلك السجين شهادة حية واقعية بناء على تجربة شخصية عاشها في السجن.
أما ثالث الخصائص فهي القوة والتأثير حيث أن وصف أصناف العذاب والألم النابع منها قد أعطى الرواية قوة من حيث التأثير واستدعى تعاطف القارئ مع البطل وكل زملاءه في السجن.
أخيرا، تتميز رواية يسمعون حسيسها بالطول والإسهاب في الوصف من خلال ٣٦٥ صفحة كاملة وهو ما يصعب فكرة الوقوف على أحداث بعينها في الرواية وما يصعب كذلك إدراك حقيقية شخصية "إياد" بطل الرواية لأن معظم تلك الصفحات يتحدث عن حياته في السجن نفسه وليست حياته الشخصية قبل السجن. ولتوضيح الفكرة التي يرغب المؤلف أن يصلها إلى ذهن القراء تم تقسيم عناصر رواية يسمعون حسيسها الرئيسية وتحليلها كما يلي:
تحليل العنوان:
يصور لنا الكاتب من خلال عنوان رواية "يسمعون حسيسها" التقارب الديني مع المصحف الشريف، فكلمة "يسمعون" تصور للقارئ أن هناك حركة وأمور محددة تحدث، وتشير هنا أنّ الفاعل هم المعتقلين، أما كلمة "حسيسها" ومعناه الصوت الطفيف الهادي، فمن خلال نظر المؤلف يوصل هنا للقارىء مستوى المعاناة والمرارة التي يعيشها هؤلاء المعتقلين، كما يحمل هذا العنوان شيء من النقيض؛ فمن الممكن أن يكون لفظ حسيسها يدل على الحرية التي تخرج من أبواب الحبس، حتى يتحسس هؤلاء المعتقلين بالحرية والأمل في كل لحظة يمرون بها داخل هذه الجدران.
تحليل المكان:
تدور معظم أحداث رواية "يسمعون حسيسها" في السجن أو الزنزانة، وحجرة التحقيق الأمني في مدينة تدمر سوريا، وهو المكان الذي لاقى فيه بطل رواية يسمعون حسيسها الحزن والمعاناة ومختلف أشكال العذاب والظلم، كما تم ذكر البلدة التي ولد وتربى فيها الطبيب والعنصر الأساسي في بناء شخصيته وكيانه.