من المعروف ان المغالاة في المهور من المشكلات التي أصبحت تواجه الكثير من الشباب خاصة في عصرنا الحالي فقد اصبح المغالاة في المهور والارتفاع الكبير في التكاليف الخاصة بالزواج من اهو اخطر الظواهر الاجتماعية التي انتشرت في المجتمعات العربية وذلك على الرغم من ان الإسلام لم يحدد عند الزواج ولم يشترط ان يقوم الرجل بدفع مهر معين للزوجة فقد ترك الإسلام هذا الأمر ولم يحدده وذلك على حسب الظروف الخاصة بالزوج فقد تكون الظروف الخاصة بالزوج لا تسمح بهذا الأمر وقد تكون ظروفه المالية والمادية تسمح له بدفع أموال كثيرة للعروسة لذلك ترك الإسلام موضوع المهر ولم يحدد طبقا لظروف الزوج.
غلاء المهور في الإسلام:
يشمل الإسلام عددا من القواعد الكبرى التي منها العمل على وضع الأحكام والتكاليف من خلال العمل على التخفيف والتيسير والبعد عن التعقيدات حيث أن الإسلام لم يقوم على وضع فروض للعمل على وضع حد لقلة المهر أو كثرته ولكن تم تركه على حسب ظروف الناس وأيضا عاداتهم وتقاليدهم المتعارف عليها. ولكن في المجمل فقد حث الإسلام على عدم المغالاة في المهور في العديد من الأحاديث التي أحلت نكاح المرأة بمهر ولو ثلاثة أثواب، نعلين، أو خاتم من حديد، ومن أشهر أحاديث المهور في الإسلام:
1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقلهن مهرًا أكثرهن بركة".
2- وقد قال صلوات الله وسلامه عليه أيضًا: "يمن المرأة خفة مهرها ويسر نكاحها وحسن خلقها وشؤمها غلاء مهرها وعسر نكاحها وسوء خلقها".
3- وكذلك فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أعطى في صداق امرأة سويقا أو تمرًا فقد استحل".
4- وكذلك قال صلى الله عليه وسلم في حديث أخر: "خير الصداق أيسره"
5- وأخيرًا هنالك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير".
أضرار ظاهرة غلاء المهور:
يوجد الكثير من الأثار السلبية الخاصة بالمغالاة في المهور وارتفاع التكاليف الخاصة بالزواج فقد يتجاوز الأمر حد الأضرار المادية وصولا إلى الكثير من الأضرار المعنوية التي من الممكن ان تصيب الكثير من الفتيات ومن اهم الأثار السلبية وأكثرها على الأطلاق والتي تترتب على المغالاة في المهور وارتفاع التكاليف الخاصة بالزواج ما يلي:
1- عزوف الكثير من الشباب عن الزواج وتأخرهم في الإقدام على هذه الخطوة وقد يتبعد الكثير منهم فكرة الزواج من الأساس بسبب متطلبات الزواج التي تشكل عبء كبير عليهم فمن المعروف ان ارتفاع التكاليف الخاصة بالزواج والمغالاة في المهور من أكثر الأسباب التي تعمل على بعد الشباب عن فكرة الزواج.
2- ارتفاع نسبة العنوسة بشكل كبير عند البنات والشباب فكلمة عانس لا تطلق فقط على البنات وإنما تطلق أيضا على الشباب وقد لا حظنا زيادتها بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
3- إصابة العديد من الشباب والبنات بالكثير من الأمراض سواء كانت أمرض نفسية مثل زيادة الإحساس بالكبت وبالاكتئاب وخاصة عند الكثير من الفتيات فالكثير من البنات تعاني من هذه المشكلة بشكل كبير في مجتمعاتنا العربية الأن.
4- انتشار الانحلال السلوكي والأخلاقي في المجتمع حيث يعتبر الانحلال الأخلاقي والسلوكي من أكثر السلبيات التي تتعلق بالمغالاة في المهور ولارتفاع الأسعار الخاصة بالزواج.
الخاتمة:
أن المغالاة في المهور لها تأثير على المعنويات ونفوس الشباب وليس يقتصر تأثيره على الماديات فقط حيث منها أن الكثير من الشباب يرغبون في العزوف عن الزواج نظرا لارتفاع تكاليفه مما يؤدى تأخير الكثير من الشباب عن السن الملائم للزواج كما أن المغالاة في المهور يؤدى إلى تفاقم ظاهرة العنوسة بين الفتيات خاصتا فان متوسط تكاليف الزواج وما يتبعه من مصاريف ومتطلبات تحتاج إلى مبالغ طائلة لا يتمكن الشباب في بداية حياته على توفيرها ألا بعد عمر طويل من العمل الشاق في حين أن زيادة المهور والمغالاة فيها تؤدى إلى إصابة الفتيات والشباب بالعديد من الأمراض النفسية التي منها الشعور بالاكتئاب والكبت حيث أنها الفتاة مثلا قد تعدت سن الزواج بدون عائل أو أطفال وغيرها.