تلخيص قصة موسى عليه السلام مختصرة وكاملة
يعتبر سيدنا موسى (عليه السلام) من الأنبياء الذين اصطفاهم الله جل وعلا من أجل الدعوة إلى الله وإتمام رسالته وهي حث بني إسرائيل إلى عبادته وطاعته، وقد ابتلي سيدنا موسى عليه السلام كما لم يؤذى نبيا قبله عليه وعلى نبينا السلام. تعرض سيدنا موسى عليه السلام منذ صغره لبلاءات عديدة فقد كان معرض للقتل على يد فرعون الذي أخبره ساحره أن طفلا سيولد هذا العام ويأخذ ملكه فأمر بقتل كل من يولد في هذا العام فأنجى الله موسى. بعد ذلك تعرض لبلاء قتل نفس بالخطأ بسبب وكزة لرجل يتشاجر مع رجل أخر وقد كان موسى عليه شديد القوة يقال له قوة سبعون رجلا. ثم ابتلي بعد ذلك بفقدان الأهل، قلة المال، وعدم الزواج قبل أن يمن الله عليه. بعدها ابتلي موسى عليه السلام بمواجهة فرعون الباطش وسحرته وجنوده. ولما نجى الله موسى من كل ذلك، ابتلي ببني اسرائيل ونكرانهم وجحودهم وكفرهم. لسيدنا موسى العديد من القصص والمعجزات والآيات، لذا سوف نذكر لكم خلال المقال ملخص قصة سيدنا موسى عليه السلام بشكل مختصر وشامل كافة الأحداث.
تلخيص طفولة سيدنا موسى عليه السلام:
يعتبر سيدنا موسى عليه السلام من أشهر الرسل المرسلين إلى بني إسرائيل وهو واحد من أولي العزم، وقد أرسله الله إلى فرعون وبني إسرائيل ليأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر. يعود نسب سيدنا موسى عليه السلام إلى سيدنا يعقوب بن إسحاق بن سيدنا إبراهيم عليه السلام، وقد ولد موسى حينها في وقت ازداد فيه فرعون في ظلمه وطغيانه على الجميع، وخاصة بني إسرائيل وقد ازداد في طغيانه عندما جاءته أخبار من أحد الكهنة المقربين إليه أنه سيولد ولد في بني إسرائيل سوف يزيل حكم فرعون على يديه.
وقد أمر فرعون خلال هذه الفترة بذبح كل الأطفال في بني إسرائيل واستحياء كل النساء، وخلال هذه الفترة جاء الطلق إلى أم موسى وقد أخفت موضوع ولادة ابنها خوفا عليه من أن يذبح مثل بقية الأطفال الذين راحو ضحية الطاغية فرعون، وقد ألهم الله تعالى عليها أن تقوم بوضع الصبى الصغير في صندوق في النهر حتى يقع في يد أمينة بعيداً عن ظلم وافعال فرعون الطاغية، وقد استقر الصندوق في النهاية أمام قصر فرعون. وما أن شاهدت زوجة فرعون الولد في الصندوق ألهم الله عز وجل إلى قلبها محبته وأمرت الحراس بعدم قتله وأنها ستتخذه صبي لها ولفرعون وأرسلت إلى المرضعات حتى تقوم بإرضاعه فحرم الله جل وعلا كل المرضعات عليه حتى أتت أمه فرضع منها حتى تقر عينها به.
تلخيص حياة سيدنا موسى في قصر فرعون:
نشأ وكبر سيدنا موسى عليه السلام في قصر فرعون وراعته زوجة فرعون آسيا حتى بلغ وأثناء سيره في أحد الليالي رأى شجار حادث بين شخص من بني إسرائيل وشخص تابع لفرعون وقد استغاث به الشخص التابع لبني إسرائيل فضرب موسى هذا الشخص الآخر ضربة أو وكزة واحدة فمات في الحال، وبعدها اختفى موسى عن الأنظار لوقت وأستغفر ربه على ما قام به، وقد أقدم فرعون في البحث عن قاتل الرجل الخاص به، حيث أخبره أحد من المقربين له أن فرعون ومن يصاحبهم يتآمرون على قتله.
تلخيص قصة فرار سيدنا موسى إلى مدين:
عندما علم سيدنا موسى عليه السلام أنه قد يقتل، هرب في الحال واتجه إلى مدين واستقر به تحت شجرة بجوارها البئر، ووجد الكثير من الأشخاص الذين يأتون إلى البئر للسقيا وهناك بنتان ينتظرن حتى يذهب الجميع ليسقيا رعيهما بسبب ضعفهما. فقام سيدنا موسى عليه السلام وسألهما عن سبب انتظارهما قلنا علم بضعفهما قدم لهم العون وسقى لهما لقوته في رفع غطاء البئر، فذهبت له إحدى الفتيات بعدها وطلبت منه أن يذهب إلى أبيها سيدنا شعيب عليه السلام ليجزيه عما فعله من خير فوافق موسى وطلب منه الرجل أن يستأجره لمدة 8 أعوام أو 10 إن أراد موسى كمهر على أن يزوجه واحدة من بناته فوافق موسى في الحال وتزوج وعاش معهم لمدة 10 أعوام كاملة.
تلخيص قصة عودة موسى إلى فرعون بالرسالة:
بينما كان سيدنا موسى عليه السلام يسير في الصحراء شاهد نار من بعيد فاتجه إليها، وكلمه الله سبحانه وتعالى وسأله عن ما يتواجد في يديه فأجابه موسى أنها العصي الخاصة به فأمره برميها على الأرض حيث تحولت إلى حية كبيرة، وبمجرد أن يحصل عليها ترجع إلى حالها السابق، وأمره أن يقوم بوضع يده في إبطه فتخرج بيضاء اللون بدون برص أو بهاق وأيضًا أمره بأن يتجه إلى فرعون الظالم ويعرض عليه هذه المعجزات، وطلب موسى من الله جل وعلا أن يرسل معه اخوه هارون لـ يشد عضده.
تلخيص مواجهة سيدنا موسى وفرعون:
بعد أن كلف الله تعالى نبيه موسى عليه السلام بالرسالة والدعوة إلى الله وحده لا شريك له، وبعد أن أعطاه الكثير من المعجزات واخوه هارون ذهب موسى إلى فرعون حتى يعرض عليه ما كلفه به ربه من معجزات وأحاديث عن دين الله وأنه من خلق كل شيء موجود في هذه الأرض، وقد حثه إلى العبادة والطاعة لله وحده، حيث رد عليه فرعون واتهمه بالسحر وقد دعاه إلى المبارزة أول يوم العيد أمام كل الحضور. وقد قبل سيدنا موسى عليه السلام على هذه المبارزة وقد أعد فرعون نفسه إلى تلك المبارزة وقد دعا كل السحرة في مصر حتى يستعدون لمقابلة موسى وقد أكدوا أنهم غير بحاجة إلى مقابل في حالة أن تم الانتصار على موسى وأخيه هارون في هذه المبارزة، حتى أتى هذا اليوم وأمر فرعون السحرة أن يقومون بعرض ما لديهم فألقوا العصيان والحبال خاصتهم فتحولت إلى ثعابين في منظر أخاف جميع الحضور. ولكن سرعان ما اختفى هذا السحر بمجرد أن ألقى سيدنا موسى عليه السلام العصاة الخاصة به فتحولت إلى حية وقد قامت ببلع السحر الخاص بهم وعندما أيقن الساحرين أن ما فعله موسى ليس سحراً إنما هو الحق من الله جل وعلا فسجدوا له جميعا وقد ثار فرعون لما فعلوه قبل أن يأمرهم بذلك، ولكنهم كانوا أفضل مثال لشدة الإيمان والصبر.
تلخيص قصة بني إسرائيل والعجل:
بعد ذلك اتجه سيدنا موسى عليه السلام والذين آمنوا بالله معه إلى جبل الطور، وقاموا بنصب الخيام وأقاموا فيها، ولكن لم يوجد هناك مياه ليشربوا منها، فأوحى الله سبحانه إلى سيدنا موسى عليه السلام أن يضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا، فأصبح لكل عائلة من بني إسرائيل عينًا خاصة بهم يشربون منها ويستخدمون منها في المهام المعيشية الأخرى. وأوحى الله إلى سيدنا موسى عليه السلام أن يصعد جبل الطور ويحمل معه بعض الألواح ليكتب فيها، فأخبر سيدنا موسى عليه السلام أخوه هارون أنه سوف يصعد الجبل في رحلة ستدوم أربعين يومًا، ووصاه على بني إسرائيل. صعد سيدنا موسى إلى الجبل وطلب من الله سبحانه وتعالى أن ينظر إليه ويشاهده، فأمره الله أن ينظر إلى الجبل فإن ثبت مكانه فسوف يستطيع سيدنا موسى عليه السلام من رؤية الله جل وعلا.
فلما نظر سيدنا موسى عليه السلام إلى الجبل شاهده يهتز بشكل شديد حتى أنه فقد الوعي من شدة الرهبة، ولما فاق موسى عليه السلام وجد الألواح مدون فيها ما حلله الله وما حرمه وكيفية عبادته والأوامر والنواهي التي صرح بها الله سبحانه وتعالى على بني إسرائيل. ولما رجع سيدنا موسى إلى قومه وجدهم يعبدون تمثال ذهبي على هيئة عجل، فغضب كثيراً وألقى باللوم على شقيقه هارون فقد أوصاه بقومه وكان رد هارون عليه أنه خاف أن تحدث فرقة، فتركهم حتى يعود موسى عليه السلام. وقال هارون لسيدنا موسى عليه السلام أن الذي قام بصنع العجل رجلًا يلقب بالسامري، فاتجه سيدنا موسى إلى السامري وقال له أن الله عز وجل سوف يعذبه عذابًا عسيراً بسبب ما صنعه، ثم أخذ سيدنا موسى الألواح وبدأ يعرف بني إسرائيل أحكام وأصول دينهم.
قصة بقرة بني إسرائيل مختصرة:
وقعت جريمة قتل في بني إسرائيل فبدأ يبحث موسى عن القاتل فلم يخبره أحد لأنهم كانوا يعرفون ما هي عقوبة القتل المدونة في الألواح فمن قتل يُقتل، فدعا سيدنا موسى عليه السلام الله سبحانه وتعالى فأخبره أن يكلف قومه بذبح بقرة. وكعادة بني إسرائيل كانوا يماطلون في تنفيذ ما أمرهم الله به، فكانوا يتساءلون عن شكلها مرة وأخرى عن لونها حتى وجدوا البقرة المرادة وذبحوها، فأمرهم أن يأخذوا جزء من البقرة وضرب المقتول بها فرجع إلى الحياة وقال لهم من هو القاتل ثم توفى مرة ثانية، فأمر سيدنا موسى بالقصاص من القاتل.
كيف مات سيدنا موسى عليه السلام:
ذات ليلة أتى ملك الموت إلى سيدنا موسى عليه السلام وكان في شكل رجل حتى يقبض روحه فضربه سيدنا موسى ضربة قوية أضاع إحدى عينيه، فقد ظن أنه جاء من أجل إيذاءه، فرجع ملك الموت وأخبر الله تعالى بما صار وهو عليم بكل شيء، وقال له أرسلتني إلى عبد يكره الموت فأمره الله تعالى أن يذهب إليه مرة أخرى وأن يقول له أن الله يخيرك بين الموت وبين أن يقوم بوضع يده على ظهر ثور. فيمد الله جل وعلا بكل شعرة أتت تحت يده سنة في عمره، فلما قام بذلك ملك الموت تأكد أنه ملك مكلف من الله تعالى فسأله سيدنا موسى عليه السلام وماذا بعد أن يمد الله في عمري فقال الملك الموت فأجابه سيدنا موسى إذًا الآن ومات سيدنا موسى عليه السلام وعمره 120 سنة قريباً من المكان الذي مات فيه شقيقه هارون عليه السلام.
صفات سيدنا موسى عليه السلام:
1- أول صفات سيدنا موسى عليه السلام هي وسع العلم حيث أنه أُنزل عليه التوراة بكل ما فيها من علم ففهمها.
2- وقد كان موسى عليه السلام مع علمه متواضعًا، فلم يستكبر أن يسافر إلى عبد من عباد الله اسمه الخضر ليتعلم منه.
3- بالإضافة لذلك، فقد كان موسى عليه السلام قوي الجسد حتى أنه يقال أنه قد كان له قوة سبعين رجلًا. وكيف لا وقد أزاح غطاء البئر بمفرده ومن قبلها وجز رجلًا مجرد وجزة فقتله.
4- علاوة على ذلك، فقد كان موسى عليه السلام سباق بالخير حيث عجل إلى ربه ليرضى وترك قومه على إثره.
5- وقد كان موسى عليه السلام راسخ الإيمان برغم كل ما رآه من كفر بني إسرائيل من حوله فلم يتزعزع إيمانه ولو للحظة.
6- كان موسى عليه السلام كذلك قوي في الحق، فقد واجه فرعون وواجه السامري دون أدنى خوف من بطش أو سحر.
7- بالإضافة لذلك، كان موسى منشرح الصدر بالإيمان حيث كانت تلك دعوته "رب إشرح لي صدري".
8- أخيرًا، كان موسى حسن التوكل على الله وقد ظهر ذلك في توكله عليه عندما لحق به فرعون وجنوده فخاف من مع موسى، أما موسى فقال "كلا إن معي ربي سيهدين".
معجزات سيدنا موسى عليه السلام:
1- العصاة التي يلقيها فتتحول حية تسعى بإذن الله، يسلطها الله على ما يشاء من الباطل فتأكله، كما أكلت حبال وعصي سحرة فرعون.
2- كان لتلك العصاة معجزات أخرى مثل ضرب البحر به، فينشق البحر نصفين ليمر موسى ومن معه، وقد ضرب بها موسى بعد ذلك بها الحجر، فانشق اثنتا عشر عينا ليشرب بنو اسرائيل.
3- السنين المليئة بالبلاء والقحط ونقص الثمرات.
4- الجراد، القمل، الضفادع، والدم بلاءًا لفرعون وملئه لكفرهم بالله ورفضهم انهاء استعباد بني إسرائيل وإرسالهم مع موسى عليه السلام.
5- الطوفان الذي كان يصيب مصر وقتها فيدمر كل شيء بأمر الله عبرة وعظة لفرعون وملئه.
6- يده البيضاء التي كان يدخلها طبيعية إلى جيبه، ثم يخرجها شديدة البياض والضوء.
علمتني قصة موسى:
1. يجب على المسلم أن يتمسك بالإيمان بالله مهما كانت الصعاب والتحديات التي تواجهه.
2. لن ينتصر الظلم مهما كثر أعداد الظالمين وقسوة أفعالهم تجاه الأخيار، فالله عز وجل سوف ينصر الخير على حساب الظلم مهما طال الزمان، بالتالي يجب التمسك بالخير.
3. الحرص على اللين واللطف عند دعوة الغير إلى الله مهما كانت درجة عصيانهم وكفرهم، فقد كان اللين السبيل الأول لدعوة فرعون للإيمان بالله تعالي.
4. إيمان القلوب بصدق تجعل الانسان يضحي بأي شيء في الحياة حتى وإن كانت نفسه، وهو ما حدث لسحرة فرعون الذين آمنوا وضحوا بأرواحهم للتمسك بهذا الايمان بالله.
5. الهجرة من مكان تواجد الطغاة والكفرة هي وسيلة هامة للنجاة بالدين، فقد هاجر موسي وبني إسرائيل من مساكنهم في مصر للنجاة بدينهم من كفر فرعون.
6. يجب عدم اتباع الكفرة الطغاة لأن مصيرهم الهلاك في الدنيا والنار في الآخرة، وهو ما حدث لقوم فرعون وجنوده الذين اتبعوه ما أدي لهلاكهم.