تناقش تلك الورقة التحليلية المبادئ الأساسية لممارسة مهنة الأخصائي الاجتماعي بفاعلية مع الثقافات المتعددة، حيث أن انتشار مهنة الخدمة الاجتماعية عالميًا منذ القرن التاسع عشر قد تزامن مع تحقيق مكانتها المهنية، فالخدمة الاجتماعية تمثل قوة عالمية منذ أن تم انشائها كمهنة في أوروبا وفي أمريكا الشمالية منذ مائة عام وأكثر، وتقدم الممارسة المهنية للأخصائي الاجتماعي في جميع أنحاء العالم يوضح أن الخدمة الاجتماعية مهنة تتعامل مع مختلف الجنسيات والثقافات، وأنها مهنة عالمية. تمثل الرعاية الاجتماعية البذور الأولى الخدمة الاجتماعية، فبالرغم من أنها تعتبر مهنة حديثة إلا أن جذورها ممتدة لآفاق بعيدة حيث أن الخدمة الاجتماعية الدولية تعمل على مساعدة الأخصائي الممارس الدولي لكي يكون قادر على تكوين رؤية نقدية لسياسات الرعاية الاجتماعية والخدمات الاجتماعية التي تقدم، وذلك للمساهمة في نقل الخبرات والنماذج الفاعلة، وإدراك الصعوبات وتطوير السياسة الاجتماعية والخدمات الاجتماعية، فقد أصبحت الخدمة الاجتماعية تفاعلية وتعاونية ودولية فإن الأخصائيين والمهتمين بالخدمة الاجتماعية يفكرون على مستوى عالمي وباختلاف ثقافتهم ويعملون مع الأفراد والجماعات باختلاف ثقافتهم وجنسيتهم. ومن خلال بحثي هذا سوف أقوم بالتعرف على المبادئ الأساسية لممارسة الخدمة الاجتماعية بفاعلية مع جميع الثقافات المختلفة، وذلك من خلال توضيح أهم العناصر المرتبطة بهذا الموضوع والتي توضح كيفية تعامل الأخصائي الاجتماعي مع مختلف الثقافات، وابراز دور الخدمة الاجتماعية الدولية.
المبادئ الأساسية لممارسة الاخصائي الاجتماعي مع الثقافات المتعددة:
إن الأخصائي الاجتماعي يمارس الخدمة الاجتماعية من خلال العمل مع مجموعة من الأشخاص المختلفين ثقافياً بشكل واحد، يتشابه مع غيره الثقافات المختلفة، وذلك نظراً إلى أن الخدمة الاجتماعية تقوم في الأساس على نظام مهني ثابت لا يتغير باختلاف الثقافة الخاصة بالمجتمع الذي تمارس به، ولأن الخدمة الاجتماعي تقوم على مجموعة من المبادئ التي يمارس من خلالها الأخصائي الاجتماعي مهنته بفاعلية، وهذه المبادئ يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
أولًا: التركيز على دراسة تنوع الثقافات والمشكلات والخبرات المهنية:
وهو ما يعني أن الخدمة الاجتماعي تهتم بالموضوعات المرتبطة بثقافات الشعوب جميعاً ودراسة السلوكيات والمعايير والأنواع التي تسود في المجتمعات وتهتم بتحديد الخطط والبرامج والسياسات والخدمات الخاصة بالرعاية الاجتماعية، كما تحرف الخدمة الاجتماعية على توفير الأساليب التي من خلاله يتم التعامل المهني مع كافة الفئات المستفيدة من خدماتها وبرامجها وطرقها المهنية. وعلى ذلك فإن الخدمة الاجتماعية التي تقوم على دراسة الثقافات المختلفة في المجتمع وتعمل على دراسة الأقليات ايضاً تفيد الإخصائي الممارس المهني في التعرف على أساليب الممارسة المهنة والتأثير على الأشخاص، بالشكل الذي يحقق الأهداف العامة التي يسعى اليها، كما تساعد المنظمات أيضا على تحقيق أهدافها والتي من الممكن أن تتفق مع سياسات الدولة أو تتعارض مع أهداف الدولة.
كما أن استمرار ممارسة الخدمة الاجتماعية لإجراء الدراسات حول الثقافات المختلفة والمتعددة جعل في الأخصائي الاجتماعي ممارس مهني يتسم بتراكم الخبرات المهنية حول أساليب التعامل مع الأفراد والجماعات وأيضا المنظمات وأنساق الخدمات المتعددة في أي دولة وأي مجتمع كان، وهو ما يعني أن بذلك قد تحاوز حد التفضيل الذي يعتقد بأن الممارس المهني لابد يجب أن يكون شخص من داخل المجتمع حتى يستطيع أن يتواصل ثقافياً مع الأفراد داخل المجتمع، وعلى الأخص أن الدول المتقدمة في ذلك متفوقة في ممارسة مهنة الخدمة الاجتماعية من خلال ما تمتلكه من تقنيات حديثة، وكذلك فإنها لديها بعض التحفظات على مستوى الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية في الدول النامية والفقيرة، كما تقوم في نطاق آخر بالتعاون مع المؤسسات العلمية والمؤسسات التنفيذية من أجل تطبيق سياساتها وأهدافها المهنية في كافة أنحاء دول العالم. إن الخدمة الاجتماعية والعمل الاجتماعي يعدان شيء واحد لتلك الأنظمة والتي تمتلك الآليات التي تمكنها من التأثير على الأفراد وعلى سياسات الخدمات والقيم داخل وخارج تلك المجتمعات.
ثانيًا: اتاحة حركة الاتصال بين الأخصائيين الاجتماعيين حول العالم:
وذلك ما يعني أن دراسة أساليب الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية في كافة الدول والمجتمعات المختلفة في الثقافات يستلزم الاتصال بشكل دائم ما بين الاخصائيين الاجتماعيين الممارسين للمهنة من أجل أن يتمكنوا من التبادل في المعلومات المهنية للمهنة وأن يتعاونوا علمياً من أجل تنفيذ المشروعات المشتركة للخدمة الاجتماعية الدولية، وذلك ما يساهم على تنمية المعرفة بدى الأخصائي الاجتماعي بالثقافات الأخرى، ويؤدى إلى اتفاق جميع الممارسين المهنيين حول العالم على الأساليب والطرق والمهارات والفنيات الخاصة بالممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية.
ثالثًا: تعتمد الخدمة الاجتماعية على لغة واحدة وهي لغة العلم والتخصص المهني:
إن الخدمة الاجتماعية في كافة المجتمعات تؤمن بأنه لا هناك أي طريق نحو الارتقاء بمهنة الخدمة الاجتماعية وتحقيق اهدافها الدولية إلا من خلال توحيد التقنيات والاتفاق على أدوات الممارسة المهنية المتخصصة والبناء العلمي للمهنة في كافة دول العالم، مما يؤدى في النهاية الى ضمان أداء عالمي للمهنة بما يؤثر على اتجاه تحقيق الاهداف المهنية.
رابعًا: توظيف الأخصائيين الاجتماعيين في المؤسسات الدولية:
تستهدف الخدمة الاجتماعية الدولية توظيف الاخصائيين الاجتماعيين في كافة المنظمات المختلفة في كافة الدول حيث أنها نشأت في الأساس في منظمات مثل المدارس فإنها استهدفت توظيف الأخصائيين الاجتماعيين في المنظمات الدولية وفي فروعها المختلفة في كافة الدول، وأيضا في منظمات الرعاية الاجتماعية في تلك الدول حيث يمكن التأثير في اتجاه تحقيق الأهداف. والخدمة الاجتماعية شأنها شأن المهن الأخرى حيث أنها مثل مهنة الطب والتمريض، وعلم النفس، والهندسة والإعلام وغيرها من المهن الإنسانية التي لديها الدساتير الأخلاقية الخاصة بتنظيم عملية الممارسة المهنية لها، والدستور الأخلاقي للخدمة الاجتماعية نشأ من خلال الممارسة المهنية، وعلى ذلك فهو يتم تطويره من وقت إلى آخر وذلك وفقاً إلى مجموعة من العوامل التي منها التطور والتغير الثقافي، وتطور العلوم والمعارف التي تستند عليها المهنة، وكذلك تغير مناهج وآليات الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية فقد سعى المتخصصون في الخدمة الاجتماعية كثيراً إلى صياغة أخلاقيات عامة للمهنة ووضع أسس وخصائص للأخصائي الاجتماعي في دوره المهني الذي يجب أن يتبعه مثل المحافظة على سرية معلومات العملاء.
كيف يتعامل الأخصائي الاجتماعي مع الثقافات المختلفة:
على الأخصائيين الاجتماعيين أن يكونوا على وعي كامل وفهم بما يدور حولهم في العالم وأن يتحملوا المسئوليات، كما أن عليهم أن يكون عدوا برامج تدريب في مجال الخدمة الاجتماعية تحض على التسامح وعدم التحيز ومنع التداخل العاطفي الإنساني أثناء الممارسة المهنية وعلى الأخص في ظل الاختلافات الثقافية التي تجعل الأخصائي يميل للعنصرية غير المقصودة. ومن الضروري أن يكون الأخصائي لديه فهم للرؤية العالمية للعميل والتي تشمل العرق والجنس والتوجهات الجنسية والأصل والطبقة التي ينتمي لها العميل. كما يجب أن يكون الاخصائي الاجتماعي لديه القدرة على استيعاب جميع أنواع الشخصيات التي يتعامل معها ومعرفة المفتاح الصحيح للدخول إلى الشخصية وأن يستطيع أن يحدد نقاط القوة والضعف والاهتمامات واستخدام أساليب تعامل فعالة. ومن المهم أن يكون الأخصائي الاجتماعي على وعي تام بأنه مختلف من ناحية خلفياته الثقافية والمعرفية عن العميل الذي يتعامل معه من ثقافة مختلفة وأن يدرك أن الأسلوب المناسب لعميل ليس من الضروري أن يكون مناسب لعميل آخر، وخاصة أن كان شخص يحمل صفة تدعو للتمييز، مثل أن يكون داكن البشرة أو شاذ جنسياً، فهنا تكمن مهارة الأخصائي الاجتماعي في عدم إشعار العميل بالتمييز، وأن يمنح العملاء الفرص المتكافئة على التساوي للتعامل معهم وحل مشكلاتهم.
مبادئ ومهارات الأخصائي الاجتماعي:
1. أن يكون فكر وإدراك الأخصائي مرتبط ارتباط اساسي بقيم العدالة الاجتماعية وعدم التمييز أو التفرق بين العملاء والابتعاد عن أي صورة من صور الاضطهاد.
2. على الأخصائي الاجتماعي أن يؤمن بأن النزاع أو الاختلاف في الآراء هو أمر وارد وأنه لا مفر منه وان يتعامل على هذا الأساس عند ممارسة المهنة مع العملاء من الثقافات المختلفة.
3. على الأخصائي الاجتماعي أن يكون على دراية كافة بمشكلات العملاء.
4. وفي ظل العمل التنظيمي وتحت بند المعتقدات السابقة نستطيع التأكيد على أن العمل التنظيمي الذي يشمل ثقافات متعددة يحتمل وجود إحاطة مختلفة للمشكلات بكافة أنواعها العنصرية والثقافية والعرقية والجنسية ومدى تأثيرها على العملاء لذلك فمن الضروري أن تحمل المؤسسة في هويتها ثقافة التعامل بشكل لا يشمل التمييز.
ومن خلال ما سبق يمكن تعريف الكفاءة الثقافية على أنها:
" القدرة على المشاركة في الأحداث أو خلق الظروف التي تحسن وضع العميل والنظام الخاص به حيث يقصد بممارسة الخدمة الاجتماعية ذات الكفاءة الثقافية أن يتمتع الأخصائي بشمولية في الوعي والمهارات اللازمة لأداء وظيفته بشكل فعال في المجتمع ".
شخصية الأخصائي الاجتماعي وتأثيرها على العميل:
هناك بدائل عديدة لابد على الأخصائي الاجتماعي أن يتسم بها ويدركها جدياً عند تعامله مع العملاء وهي:
1. الحصول على أساليب مساعدة أشد فعالية.
2. القدرة على العمل خارج الإطار المؤسسي.
3. محاولة تغيير الظروف البيئية بدلاً من تغيير العميل.
4. النظر للعميل على أنه صاحب مشكلة.
العناصر اللازمة للكفاءة الثقافية لدى الأخصائي الاجتماعي:
ينبغي أن يدرك الأخصائيين الاجتماعيين أن لديهم تحيزات في سلوكهم الإنساني المعتاد ويجب أن يتلافوها أثناء التعامل مع الجماعات المختلفة، إضافة لتوافر استراتيجيات التعامل مع الثقافات المختلفة.
ويجب أن تتوافر لدى الأخصائي الاجتماعي العناصر التالية:
أولًا: الإدراك:
أن يتمكن الأخصائي الاجتماعي ذو الكفاءة من الإدراك الشامل للتراث الثقافي واحترام الاختلافات واكتشاف القيم والمعايير المخالفة له والتأقلم معها وتقبلها وعدم الخوض في فكرة التحامل على الأشخاص وتنميطهم ومنح فرصة متكافئة لكافة الأطياف.
ثانيًا: المعرفة:
ينبغي أن يكون ملم إلمام شامل بالمعلومات عن الجماعة التي يعمل معها ويدرك تاريخها وخصائصها الديمغرافية واكتشاف المسائل الخاصة بتلك الجماعات وذلك طيلة حياته المهنية ويجب عليه أيضاً أن يعي تأثير عمليات الاضطهاد من عنصري وتفرقة وانعكاساتها على هوية الأقليات وآرائهم.
ثالثًا: المهارات:
أن يتمكن الأخصائي الاجتماعي من خلق عدد من الاستجابات سواء كانت لفظية أو غير لفظية من العميل وخاصة أن الاستجابات تختلف من جماعة لأخرى بحيث يكون مدركاً للقصور الذي يشمله سلوكه.
شخصية الأخصائي الاجتماعي المهني الذي يتعامل مع ثقافات مختلفة:
1- يجب على الأخصائي الاجتماعي من خلال العمل مع العملاء ذوي التنوع الثقافي يجب أن يكون الأخصائي قادر على التمييز بين مؤشرات السلوك المختلفة والاضطرابات الخاصة بالشخصية والتي تنتج عن الاضطهاد.
2- يجب على الأخصائي أن يراقب ردود فعل العميل ومعتقداته وخاصة أن الجميع يمكن أن يقع ضحية للتحيز العرقي.
3- على الأخصائي الاجتماعي من خلال مهنته أن يعي العملاء أصحاب الثقافات والأعراق الأخرى والمهمشة يحتاجون وقت وفرصة أكبر لاختبار مصداقية الأخصائي وهو أمر يحتاج تحمل المسؤولية وإثبات الخبرة والجدارة.
4- يجب أن يدرك الأخصائي الاجتماعي الصعوبات التي قد تواجهه عندما يتعامل مع عملاء من ثقافات مختلفة حتى يستطيع التعامل معهم بفاعلية.
5- ينبغي أن يكون الأخصائي الاجتماعي مطلعاً على الخصائص العامة للطب النفسي والتي تؤثر في ممارسة الخدمة الاجتماعية.
6- يجب على الأخصائي الاجتماعي أن يعلم أن مجتمعنا يشمل جنسيات ولغات مختلفة وبشكل متزايد وأن المطالب اللغوية للخدمة الاجتماعية تجعله مضطر للتحلي بالاستعداد لتقديم خدمات متعددة اللغات.
7- يتضمن عمل الأخصائي الاجتماعي التعامل مع الأقلية والربط العملاء بالخدمات والمصادر في المجتمع سواء كان الأمر شخصي أو عبر مؤسسة.
8- يجب على الأخصائي الاجتماعي أن يدرك أن المشكلات والهموم للأقليات تتصل بالقوى الخارجية ومشكلات الفقر والتمييز العنصري وضغط الرحيل عن الوطن.
9- يجب أن ينتبه الأخصائي الاجتماعي أن مشورته تفرض عليه أدوار المعالج وخاصة مع الأقليات ليشمل دوره وسلوكه العمليات التربوية والتدريب على المساعدة.
10- يجب على الأخصائي الاجتماعي ألا يعمم ولا يأخذ صورة نمطية عن الآخرين.
11- أن يحاول الأخصائي الاجتماعي أن يستخدم أساليب متوافقة مع أساليب المعيشة والنظام الثقافي الخاص بالعميل وخاصة لو كان الأسلوب نفسي.
12- ينبغي على الأخصائي الاجتماعي إدراك أن فهم الثقافات المختلفة والجماعات المتنوعة وعلاجها قد يختلف في الإطار الطبي والمهني عن المعتاد ولذلك فإن تجاهل الاختلافات والعمل بشكل طبي تقليدي وبالمدارس المتوارثة عن الغرب دون تنقيح وموائمة مع الواقع قد يأتي بنتائج عكسية.
الخاتمة:
من خلال ما سبق يمكن أن نستنتج ان مهمة الأخصائي الاجتماعي أصبحت الأن اكثر تعقيداً لما يشمله عمل الاخصائي الاجتماعي من تعامل مع ثقافات مختلفة ومتعددة، وهو ما يجعله مضطر لأن يتقن المهارات المختلفة التي تناسب جميع الثقافات، وأن يحاول تحصيل أكبر كم ممكن من المعلومات اللازمة للتعامل مع كم البشر في إطار التنوع الثقافي والثقافات المختلفة التي يقابلها في نطاق عمله. لذلك فإن هذا التعامل مع التنوع الثقافي يحتاج لوعي كامل بأنها عملية مستمرة ولا تنتهي وليس لها حد لذلك فإن التعامل الناجح أساسه الكفاءة الثقافية وهي أهم مهارات الخدمة الاجتماعية. فمن الضروري أن يكون الأخصائي الاجتماعي مهني وقادر على تقبل كافة الثقافات والتعامل بشكل يحمل جانب المساواة وعدم التحيز والتفهم للاختلافات والوعي بالفروق وقبولها والقدرة على التعامل معها.
المراجع:
1) أبو النصر، مدحت محمد، تنمية مهارات بناء وتدعيم الولاء المؤسسي لدى العاملين داخل المنظمة، القاهرة، ط1، 2005.
2) إسماعيل، علي، نظرية التحليل النفسي واتجاهاته الحديثة في خدمة الفرد، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1995.
3) الصحاف، حبيب – معجم إدارة الموارد البشرية وشئون العاملين، مكتبة لبنان – 1997.
4) عبدالحميد، خليل عبد المقصود، الخدمة الاجتماعية وحقوق الإنسان، جامعة القاهرة – مركز الخدمة الاجتماعية - 2010.