يعتبر موضوع العنصرية من الموضوعات التي أثارت الكثير من القيل والقال في الآونة الأخيرة بالرغم من أن تلك المشكلة متواجدة منذ قديم الأزل، حيث أن العنصرية كانت متواجدة قديماً بين الأشخاص الذين يتميزون بالبشرة البيضاء والأشخاص الذين يتميزون بالبشرة السمراء ومن ثم أصبح هناك تمييز عنصري بين المسلمين والمسيحيين واليهود وأصبح التمييز يأخذ العديد من الصور. وقد بدأت العنصرية في الانتشار بشكل كبير خاصة أنها أصبحت تقوم على جعل هناك الكثير من المشاكل الاجتماعية في المجتمع والتي تقوم علة جعل هناك تفوق عنصري بيم شخص وأخر وبالتالي ساهم ذلك بشكل كبير في جعل هناك تمييز عنصري وأصبح هناك نزعة عنصرية تقوم على الإبادة الجماعية لبعض العناصر الغير مرغوب بها.
ومنذ قديم الأزل تم تفسير العنصرية علة أنها عبارة عن صراع بين الكثير من الأعراق والأجناس والطوائف وذلك لأنها ترى أن الأمم والأعراق والجنسيات تعتبر غير متساوية وبالتالي فالعنصرية تقوم على النظر إلى الأخرين بصفة دونية وإيمانا ً من تلك الفئة أنها الأصلح في البقاء وبالتالي تسير العنصرية على تطبيق قوانين ونظرية الدراديئية والتي يتم تطبيقها عندنا يكون هناك فرق كبير بين الأشخاص في اللون أو الطائفة أو العبادة، وأكثر أنواع العنصرية نجدها في البلاد التي يكون بها الأشخاص ذوات البشرة البيضاء والأشخاص ذوات البشرة السمراء وبالتالي يصبح هناك فرق في التعامل معهم في جميع أمور الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ويتم منع السود من جميع حقوقهم وفي كثير من الأحيان يحدث فصل عنصري بين الطائفتين ومن خلال هذا البحث سوف يتم التعرف على هذا الموضوع بشكل مفصل وذلك من خلال ما سيتم عرضه في الموضوع.
أهمية البحث:
نظراً لقلة الدراسات التي تقوم على دراسة مشكلة العنصرية نبعت أهمية هذا البحث حيث أن العنصرية نراها بكثرة في مجتمعاتنا العربية وتمارس بشكل كبير في العالم من حولنا وخاصة على المسلمين ولكن كثير من الناس لا تعلم أن تلك النوع من الممارسات هي العنصرية وأنها من الأمور التي يتم ممارستها بشكل كامل في حقهم وبالتالي فقد جاءت أهمية هذا البحث نظراً لأنه يقوم على معرفة الكثير من الأمور والتي منها مفهوم العنصرية، التعرف على صور العنصرية في العالم عبر التاريخ وأمثلة عليها، الأسس التي تقوم عليها العنصرية، أسباب العنصرية في العالم، الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، الدول المناهضة للعنصرية والدول الغير مناهضة لها ومن هنا كمنت أهمية هذا البحث
أهداف البحث:
1. التعرف على مفهوم العنصرية
2. التعرف على الأسس التي تقوم عليها العنصرية
3. التعرف على صور العنصرية في العالم عبر التاريخ وأمثلة عليها
4. التعرف على أسباب العنصرية في العالم
5. التعرف على أنواع العنصرية
6. التعرف على الدول المناهضة للعنصرية والدول الغير مناهضة لها
7. التعرف على الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري
مفهوم العنصرية:
تعتبر هي أشهر الأمور التي تقوم عليها التمييز والعنصرية عبارة عن الاعتقاد والإيمان بأن طائفه أو عرق أو نوع هي الأعلى والأرقي بين الأخرين وبالتالي يطلق على من يؤمن بذلك المعتقد بالعنصري لأنه يعتقد أنه أرقى مقام وأعلى شأن ومنصب من غيره حيث أنه في الغالب يعتقد أنه يجب أن يحصل على جميع الحقوق التي تمنحها الدولة دون غيره.
وبالتالي لا يوجد أي قانون يقوم بالسماح بذلك الفكر والمعتقد، وبالتالي وفقاً لذلك المعتقد تقوم العنصرية على الإعلاء من شأن عرق أو دين أو لون أو جماعة على حساب الأخرين وهي عبارة عن سلوكيات ومعتقدات تقوم بالأعلاء من فئة وتقوم على إعطائها جميع حقوقها كما انها تقوم على إعطائها الحق في التحكم في جميع الحقوق التي تخص الأشخاص الأخرين ولا تكتفي بذلك بل تستبيحهم وتقوم بالتحكم في مصائرهم وأموالهم وحياتهم وشخصهم.
خاصة أن العنصرية تقوم على أن هناك فروق في الطباع أو القدرات وهي ما تساهم في الإيمان بذلك المعتقد وتقوم على تبرير سوء معاملة الأفراد المنتمين لهذه الجماعة إلى الجماعات الأخرى كما أنها تقوم بالتحكم بشكل كبير فيهم من الناحية الإجتماعية والقانونية وبالتالي فهي عبارة عن ممارسات تقوم على التمييز العنصري والسعي نحو استخدام أسوأ المعاملات والممارسات التي تقوم على الشعور بالتفوق والاعتزاز بالذات وبالتالي تقوم على الإقصاء والتهميش والتمييز بين الأفراد وفقاً للون أو الجنس أو القومية أو العرق.
الأسس التي تقوم عليها العنصرية:
تقوم العنصرية على العديد من الأسس التي ترتبط بها بشكل كبير والأسس هي:
1. العنصرية وفقاً للون البشرة وتعتبر تلك العنصرية تقوم وقفاً للتفرقة بين ذوات البشرة البيضاء وذوات البشرة السمراء وبالتالي نجد أن الأفارقة عانوا بشكل كبير عندما قاموا بالإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية.
2. كما أن هناك العنصرية المبنية على الفرق في القومية، فنجد أن الهنود الحمر عانوا بشكل كبير من العنصري من الشعب الأمريكي.
3. علاوة على ذلك فإن اللغة تنظر إليها بشكل عنصري بشكل كبير فأصحاب اللغة الإنجليزية والفرنسية يعتبرون هم الأسمى وبقية اللغات تعتبر منحدرة بشكل كبير.
4. وتعتبر الثقافة من ضمن الأمور التي يتم النظر إليها نظرة عنصرية.
5. كما أن المعتقدات الدينية من الأمور التي يتم النظر إليها بشكل عنصري فاليهود ينظرون إلى من لا ينتمي إلى ديانتهم نظرة دونية فيعتبرون المنتمين إلى ديانة غير اليهودية عبارة عن حيوانات خلقهم الله لكي يخدموهم.
6. كما أن التفرقة الاجتماعية من ضمن الأمور التي تدل على العنصرية بشكل كبير حيث أن اختلاف الطبقة الاجتماعية تعتبر عن العنصرية بشكل واضح في جميع المجتمعات إذا ما كان الأغنياء يقومون بالتسلط والتجبر على الفقراء ويقومون باحتقارهم والتسلط عليهم وسلبهم جميع حقوقهم.
7. العنصرية وفقاً للعرق التي تكون فيها العنصرية قائمة على التنوعات الفيزيقية بينما العنصرية الأثنية تكون العنصرية فيها قائمة على تغير الثقافات.
صور العنصرية في العالم عبر التاريخ وأمثلة عليها:
يمكن أن نقول أن هناك الكثير من الصور الخاصة بالعنصرية ومن ضمن الصور الخاصة بالعنصرية هي:
1. أولاً تجارة الرقيق تعتبر تجارة الرقيق من ضمن الأمور التي تعبر عن العنصرية بشكل كبير حيث أنها تقوم على التقليل من شأن البشر بشكل واضح حيث يتم تحويلهم إلى أشخاص مستعبدين وخاصة ممارسة العنصرية ضد السود.
2. كما أن العنصرية وجدت بشكل كبير في المجتمعات العربية ولكن يتم ممارستها بشكل لا شعوري مثل ضرب العاملين في المنزل وخاصة في دول الخليج أو معاملتهم بشكل قاسي.
ومن ضمن الأمثلة التي يمكن أن نضربها على العنصرية في الوقت الحالي أو الماضي ما يلي:
1. العنصرية التي تمت ممارستها ضد الأفارقة وقيام الدولة الأمريكية بعمل قوانين الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
2. كما أن من ضمن الصور الخاصة بالعنصرية هي الممارسات اليهودية والصهيونية ضد العرب والمسلمين في فلسطين.
3. ويعتبر ما يحدث الأن في بورما نوع من أنواع العنصرية الدينية من البوذيين في حق المسلمين.
4. كما أن ما حدث للمسلمين عقب أحداث 11 سبتمبر من اضطهاد من ضمن صور العنصرية التي كانت في الفترات الأخيرة.
5. قيام هتلر بحرق اليهود من ضمن الحركات العنصرية التي تمت في حقهم حيث كانت المانيا في ذلك الوقت نازية.
6. علاوة على ذلك فإن قيام تركيا بقتل وذبح الكثير من المسيحين كانت من ضمن أنواع العنصرية التي تمت في فترة من فترات الحكم العثمانية.
7. العنصرية التي تمت ضد اليابانيين في أمريكا خلال الحرب العالمية.
أسباب العنصرية في العالم:
1. هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى خلق العنصرية في العالم ومن ضمنها الاستعمار والاحتلال حيث أن الاستعمار يقوم على خلق سياسة عنصرية في العالم ونرى أن ذلك ما زال يمارس في العالم العربي بشكل كبير وخاصة في القدس.
2. كما أن الأسباب الاجتماعية تعتبر عنصر من عناصر أسباب العنصرية في العالم مثل التفرقة بين البيض والسود والتفرقة بين الهنود الحمر والأمريكان.
3. كما أن الأسباب الاقتصادية تعتبر عنصر من عناصر أسباب العنصرية في العالم حيث تعاني الطبقات المطحونة والفقيرة من العنصرية الموجه لهم من الطبقات الأرستقراطية والتي تقوم على سن الكثير من القوانين التي تجعلهم يعملون بالسخرة وتقوم على سلب الفقراء حقوقهم ومنع مبدأ المساواة بكافة الطرق والوسائل وهو ما أدي إلى قيام ثورة ضد العنصرية وهو ما جعل الأمم المتحدة والجمعية العامة بها تقوم على إصدار القرارات المتعددة لمنع العنصرية وكان ذلك في عام1945م خاصة أن هناك الكثير من الدول الأوروبية التي تم منع فيها بعض الفئات من حقوقهم سواء حقهم في التعليم والعيش عيشه كريمة وذلك وفقاً لاختلاف اللون أو الجنس أو العقيدة.
أنواع العنصرية:
هناك العديد من الأنواع الخاصة بالعنصرية وهي كالتالي:
أولاً العنصرية المباشرة: وهي العنصرية التي تقوم على التعامل مع شخص بنظرة دونية وتقوم على تفضيل شخص على الأخرين.
ثانياً العنصرية الغير مباشرة: وهي التي تكون بناء على وضع قوانين وتساهم تلك القوانين في زيادة العنصرية في المجتمع من خلال المواد والشروط التي تقوم على الحاق الضرر لفئة لحساب فئة أخرى وبالتالي يحدث ذلك الكثير من التفرقة في المعاملة.
ثالثاً العنصرية القائمة على التجريح والمضايقات: وتكون تلك العنصرية قائمة على الإساءة إلى شخص ما والسعي نحو جعله يشعر بأنه غير مرغوب به وبالتالي يؤدي ذلك النوع من العنصرية على التسبب في الكثير من الإهانة والألم النفسي.
الدول المناهضة للعنصرية والدول الغير مناهضة لها:
نجد أن العنصرية تعتبر منتشرة بشكل كبير في دول العالم حتى وإن كانت متواجدة بشكل غير مباشر خاصة أن العنصرية في كثير من الأحيان لا يمكن أن يتم قياسها بشكل كامل وواضح كما أن هناك الكثير من الفئات التي ترفض بشكل قاطع أن يتم تصنيفها بأنها عنصرية بالرغم من أنها كذلك، لذلك نجد أن هناك العديد من استطلاعات الرأي والدراسات التي قامت من أجل التعرف على مدي عنصرية المجتمعات والدول والتعرف على مدى تسامحهم مع الأعراق التي تتشارك معها مجتمعاتها وقد توصلت الكثير من الدراسات واستطلاعات الرأي على أكثر من 70 دولة وقد توصلت تلك الدراسات أن الهند تعتبر من أكثر الدول التي يتصف السكان الذين يقطنون بها بالعنصرية وقد حصلت على المركز الأول، كما أن إيران جاءت في المركز الثاني، بينما جاءت نيجيريا في المراكز الأخيرة.
وفي القارة الأوروبية نجد أن أكثر دول تقوم بممارسة العنصرية هي فرنسا ويليها تركيا التي تأتي معها في نفس المرتبة ويليها دول شرق أوروبا، بينما قلت العنصرية بشكل كبير في دول غرب أوروبا وبعض الدول الإسكندنافية وجاءت الولايات المتحدة الأمريكية من أولى الدول التي تقوم بممارسة العنصرية على المجتمعات بالرغم من أنها مناهضة لمنع العنصرية وبالرغم من ذلك فإنها تأتي في أولي الدول التي تمارس العنصرية، ومن الدول الأوروبية التي لا تعاني من تلك الظاهرة هي أستراليا وبريطانيا.
الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري:
تم اعتماد الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري في عام 1969م والتي تقوم على العديد من المبادئ التي من أهمها الحفاظ على الكرامة والتساوي بين جميع البشر والسعي نحو تعزيز الاحترام للإنسانية والسعي نحو ومراعاة حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعا، دون أن يكون هناك تمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين. كما أن إعلان الأمم المتحدة تلك الاتفاقية جاءت للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري وهو ما يؤكد رسميا ضرورة القضاء السريع على العنصرية في جميع أنحاء العالم، وذلك بجميع الأشكال والمظاهر، والسعي تأمين كرامة الشخص الإنساني واحترامها وأن جميع الناس سواسية وبالتالي يجب أن يتم منع وشجب أي اعتداء على الحقوق الإنسانية أو أي ظلم أو قهر يمارس على أي شخص بقصد ممارسة العنصرية عليه.
الخاتمة:
ومن خلال ما سبق نجد أن هناك العديد من الأنواع التي يتم من خلالها ممارسة العنصرية على جميع أفراد المجتمع سواء العربي أو الأوروبي الإسلامي أو المسيحي دون أم يكونوا على دراسة بأن تلك الممارسات تم منعها منذ عام 1969م وذلك مع صدور الاتفاقية الدولية التي تقوم على القضاء على العنصرية في العالم بأكمله.
ولكن نجد أن ثمة دولة وحيدة مازالت تمارس طغيانها وجبروتها وعنصريتها على العالم العربي وعلى القدس بشكل خاص وهي إسرائيل حيث أنها تمارس استيطانها للأراضي العربية من خلال مزاعمها بأنها أرض الميعاد وأنهم يجب أن يقوموا باستيطانها وبالتالي مازالت الصهيونية تقوم عي السياسة العنصرية في جميع تصرفاتها وأفعالها ومازالت تقوم على تحقيق القوانين العنصرية على الشعب الفلسطيني مثل قوانين الاعتقال الإداري والسجن والنفي، وقوانين تقييد حرية التنقل والإقامة الجبرية.
وبالتالي كان يجب أن نقوم على دراسة تلك المشكلة التي تواجه العالم والسعي نحو تسليط الضوء عليها لكي يقوم صناع القرار باتخاذ القرار المناسب للقضاء على تلك الظاهرة والمشكلة بشكل كامل.
المراجع:
1. سامي الصلاحات _ التقرير الاستراتيجي الفلسطيني لعام 2009_ 2010.
2. محمد شريف بسيوني وآخرون_ حقوق الإنسان_ دار العلم للملايين_ بيروت_ 1990.
3. نعمان عطا الله _ حقوق الإنسان القواعد والأليات الدولية _ دار الميدان للنشر والطباعة _ السعودية _ 2011.
4.الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري.