لقد اقتضت خطة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع الخليجي بصفة عامة وفي دولة قطر بصفة خاصة القيام بعدد من مشروعات التنمية ومن ثم الاستعانة بالأيدي العاملة العربية والأجنبية وأن ارتفاع مستوى المعيشة في السنوات الأخيرة أدى الى الاستعانة المتزايدة بالخدم والمربيات وقد أدى ذلك إلى توافد مجتمعات ذات ثقافات مختلفة وأدى ذلك إلى تفوقهم على أعداد الوطنيين بسبب تلك الهجرة الوافدة وهذا قد أثر على أولئك الذين ينتمون إلى الثقافة العربية الإسلامية إذا وجدوا المجال مفتوحاً نظرة لحالة المجتمع المحلي إلى الأيدي العاملة الرخيصة وربما يزيد من صعوبة هذا الوضع وخطورته أن هذه العمالة إنما هي خليط من ثقافات عديدة وبيئات مختلفة بسبب تعدد الجنسيات وبالتالي فأن هذا لا ينحصر في مواجهة القيم والتقاليد لمجتمع محدد بعينة بقدر ما هي مواجهة لخليط غير متجانس من تلك القيم والتقاليد مما يزيد من إمكانية الصراع والتذبذب مما يزيد المشكلة صعوبة هي المربيات الأجنبيات وسوف يكون تركيز البحث على المربيات الأجنبيات كمشكلة على اعتبار أنها إحدى ظواهر الاتصال الثقافي في المجتمع المحلي لمعرفة مدى أثر هؤلاء المربيات على البنية الأساسية الاجتماعية من المعروف أن حياة الطفل في الأسرة تتأثر بكل من يدخل معه من الأفراد في علاقات فجميع هذه العلاقات ذات أثر على الوجدانية بصفة عامة وعلاقة الطفل بالمربية التي تبدو ذات طابع ثانوي عند بعضهم قد تجد من الظروف ما يجعلها تنمو وتصبح ذات أثر أساسي في جوانب شخصيته في المستقبل.
كما أن الأسرة القطرية قد تأثرت كغيرها من الأسر الخليجية بالتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي حدثت وتغير شكل الأسرة إلى أسرة نووية وكذلك ظهور المرأة للعمل وبالتالي اعتمدت في عملية تنشئتها لأبنائها على الخادمات وقد كان لذلك أثر كبير في تربية الأبناء. أن المنازل في دول الخليج وقطر لا تخلو من الخادمات ولقد كان دخول المربيات في الاسر الخليجية والقطرية على وجه الخصوص له أثر بالغ الاهمية في تربية الاطفال، ولذك السبب عدم انتماء الخادمات في معظم الوقت إلى الدين الإسلامي، والانتماء إلى القيم والعادات الغير اسلامية مما يكون له اكبر الاثر على الاطفال وله الكثير من السلبيات على الاطفال والتي من شأنها أن تؤثر على سلوك الاطفال وتجعل الطفل يكون غير سوي، كما أن هناك الكثير من السلبيات التي تنشأ عن استخدام الخادمات فمثلا يكون هناك اختلاف في اللغة وهذا يؤثر على المفردات التي يسمعها الطفل وهذا يؤثر على لغة الطفل العربية.
أهمية البحث:
لا يختلف اثنان على أن المجتمع القطري مثل غيره من المجتمعات تعرض لكثير من التغيرات الاقتصادية والاجتماعية وكان من أبرز هذه التغيرات ظاهرة الخادمات الأجنبيات في البيت القطري واحتكاكهن بالأطفال وتأثيرهن عليهم فقد أصبح البعض منهن حاضنات أو بدائل لأمهات رغم أن البعض منهن قد لا يتكلمن العربية ويتبعن في بعض الأحيان شرائع غير إسلامية وهذا ما تكون أخطاره كبيرة على أبنائنا الصغار فلابد من التطرق لهذه الظاهرة الخطيرة لأخذ الحذر والحيطة من هذه المشكلة الاجتماعية المتزايدة في مجتمعنا المسلم والمحافظ.
مشكلة البحث:
تتكون هذه الدراسة من متغيرات مستقلة وتابعة وأثرها على التوافق النفسي للأبناء والتي يمكن توضيحها من خلال التساؤلات التالية:
1) ما هي اسباب استقدام الخادمات (المربيات) في دول مجلس التعاون؟
2) كيفية أثر معاملة الوالدين للخادمة (المربية) على سلوكيتها وطرق معاملتها للأطفال؟
3) ما هي الاثار النفسية والاجتماعية على الابناء من جراء اعتماد الوالدين على الخادمات في تربية الابناء؟
وقامت الباحثة بالتركيز على سبب توجه الوادين (المتغير المستقل) لاستقدام عمالات اجنبية وكيفية معاملة الوالدين والابناء (المتغير التابع) للخادمة مما يؤثر سلبا او ايجابا على الحالة النفسية للأبناء (المتغير التابع) ومعاملة الخادمة للأبناء (المتغير التابع).
تعريف الاسرة:
الاسرة تعتبر هي ممثلة للثقافة أو المرآه التي تنعكس الثقافة التي توجد فهيا بما تحتويه من العادات والقيم واتجاهات، يكون لها اثار نفسية على النمو النفسي للأطفال.
تعريف الخادمة:
تعرف الخادمة بأنها عاملة آسيوية أو افريقية تم استقدامها وذلك بغرض القيام بتربية الأطفال ورعاية المنزل وايضا العمل على تنظيم شئون الاسرة.
نشأة الخادمات في الخليج العربي:
ولقد أشار الخليفة (د.ت) بأن هناك الكثير من الأسباب التي أدت إلى انتشار الخادمات في المجتمعات الخليجية والتي يمكن أن نرصدها في الأسباب التالية:
1. الثروة البترولية: كان لاكتشاف البترول الأثر البالغ في انتشار الخادمات بالخليج العربي، نظراَ لما وفرة من رفاهية وزيادة في الدخل، وكانت الأسر الخليجية قبل البترول تعتمد على إمكانياتها الخاصة في قضاء مستلزمات الحياة اليومية في المنازل.
2. قدوم الخادمات بأجور رخيصة: وهذه النقطة كانت ومازالت تساعد في زيادة الانتشار، قد بدأت البيوت الخليجية تستوعب أكثر من خادمة، لأن اجورهم تكاد تكون معدومة بالنسبة للدخل في منطقة الخليج.
3. عدم قبول هذه الوظيفة من أصحاب الدول: مما لا شك فيه أن للمستوى المعيي لدول الخليج أغلق الباب على كثير من المهن والوظائف التي تعد من المهن قليلة القيمة الاجتماعية مما أثر بشكل مباشر على رفض المجتمع الخليجي على ممارسة كثير من المهن.
قلة عدد سكان معظم دول الخليج: مما كان سبب مباشر في توظف الكثير من العملة الخارجية، ومن بينها عماله الخدم، ولهذا يعد الكثير من سكان منطقة الخليج لا ينتمون إلى أصول عربية.
أثر الخادمات على الأطفال في المجتمع القطري:
يقصد هنا بتأثر الخادمات على تربية الأطفال في دولة قطر هو الأثار الاجتماعية والسلوكية التي تترتب على قيام الخدمات بتربية الأطفال في دولة قطر فمن المعروف أن الخدمات يعتبر الأكثر قربا والتصاقا بالأسرة التي تعمل لديها فالخادمة تعيش غالبا في منزل الأسرة التي تعمل لديها وتكون دائما على اتصال مباشر بكل من أفرادها سواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر ومن الملاحظ في مجتمعاتنا العربية اليوم أن معظمها يعتمد على العاملة الوافدة وعلى الخادمة في تربية الأبناء فالكثير من الأمهات العربيات مشغولات بأمور أخري غير تربية الأبناء ومن هنا يمكن أن نقول أن قيام الخادمات برعاية الأطفال ينتج عنه الكثير من المشكلات والكثير من التأثيرات السلبية التي قد تؤثر بدورها على كل أفراد الأسرة وعلى المجتمع.
ظاهرة الخادمات في قطر:
ومن الملاحظ أن وجود الخادمات في قطر ليس بظاهرة غريبة خاصة في ظل الظروف الراهنة فالمجتمع القطري من المجتمعات المنتعشة من الناحية الاقتصادية لذلك نجد أن الكثير من الأسر تلجا إلى الخدمات على اعتبار أنها وجهة ونوع من الترف ولا تدري خطورة هذا الأمر وما يترتب علية من أثار سلبية على الطفل فيما بعد. ومن المعروف أن الخادمة مهما عملت لا يمكن أن تحل محل الأم في قيامها برعاية أبنائها وفي الحفاظ عليهم وعلى صحتهم وتعليمهم وعلى كل ما يخصهم من أشياء وعلى الرغم من اعتماد الكثير من الأمهات على الخادمة في الكثير من الأعمال ألا انهم لا يدركوا مدي خطورة وجود الخادمة في المنزل وما هي التأثيرات التي من الممكن أن تؤثر بها هذه الخادمة على عقلية الطفل فالخادمة والتي تعتبر في نفس الوقت مربية قد تؤثر بشكل كبير وملحوظ على المعتقدات الدينية والثقافية الخاصة بالطفل فالطفل في هذه المرحلة يبدا في تشكيل إراءة وأفكاره ويبدا عقلة في النمو لذلك لابد أن تولي الأم اهتمام كبير برعاية وتربية أبنائها في هذا الوقت فالطفل في هذه المرحلة من الممكن أن يتأثر بالمبدأ الديني الخاص بالخادمة خاصة إذا كانت هذه الخادمة غير مسلمة ويعتبر هنا هذا الأمر غزو ثقافي لعقول الأطفال يبعدهم بالتالي عن المبادئ والأخلاق الإسلامية العربية فتوثر الخادمة بدينها على تغيير الثقافة الدينية للأطفال ولا يقتصر أثر الخادمة على الناحية الدينية فقط وإنما من الممكن أن تؤثر الخادمة على الناحية اللغوية للأطفال والذي من الممكن أن تعمل على تأخير النطق عند بعض الأطفال.
ومن هنا يمكن القول بان ظاهرة انتشار الخادمات في المنازل والمجتمعات العربية لها أثر سلبي كبير على الطفل ففي مجتمعنا العربي اليوم لا يخلو بيت من البيوت دون الخادمة التي يتمثل دورها في المشاركة في الأعمال المنزلية وفي الاهتمام بالأطفال ولا أحد يستطيع أن ينكر ما للخادمات الأجنبيات من أثر سلبي على كلا من لغة الطفل وعلى عاداته وعلى تقاليده. ويمكن أن نقول هنا أن قيام الطفل بالتعلق بالخادمة وقضاء وقت كبير معها يمل على ضعف العلاقة التي تربط بين هذا الطفل وبين والديه ويجب من اجل العمل على اجل الحد من هذه الظاهرة والتي قد يكون لها الكثير من الأبعاد التربوية والأبعاد النفسية والأبعاد الاجتماعية لا بد من القيام بالعمل على توعية كل السيدات وتثقيفهم وتعريفهن بضرورة العمل على تنظيم وقتهم من اجل رعاية أبنائهم والاهتمام بهم فقد يؤثر هذا الأمر على الأبناء بشكل جيد ومن الممكن أن يقوموا بالاستغناء عن هذه الخادمات الأجنبيات وبتربية أطفالهم بأنفسهم.
وقد لاحظنا في الفترات الأخيرة أن المرأة العربية بدأت تعمل في شتى المجالات لذلك قد يؤثر عملها هذا على تربية أبنائها وإيجاد وقت للجلوس معهم ومن هنا يمكن القول بانه يمكن للمرآه العاملة والتي لا يسمح وقتها أو لا يوجد لديها وقت كافي بتربيه أبنائها وقضاء وقت طويل معهم أن يستعينوا بأم بديلة لهذا الطفل وخاصة إذا كانت هذه الأم عاملة أو طالبة جامعية ويمكن أن تكون هذه الأم البدلية من الأقارب مع ضرورة العمل على الاهتمام بالأبناء من وقت إلى اخر وإيجاد وقت لرعاية الأبناء والتواجد معهم ويمكن أيضا للام العاملة أن تقوم بإدخال أبنائها في حضانات تكون تحت إشراف مربيات يكون على قدر كبير من التأهيل من اجل التعامل مع الأطفال بطريقة صحيحة. ويقع على الأعلام سواء كان هذا الأعلام مرئي أو أعلام مكتوب دور هام وفعال حيث انه من خلال وسائل الأعلام المختلفة العمل على توعية الأمهات بضرورة القيام بتربية أبنائهم بنفسهم دون اللجوء إلى الخادمة أو المربية وتعريفهم بمدي الأثار السلبية التي من الممكن أن تتركها هذه الخادمة على أبنائهم.
دراسات سابقة عن أثر الخادمات على الأطفال:
وفي دراسة قام بها سلمان بن محمد العمري (2004) وهي دراسة صدرت في كتاب بعنوان المرأة السعودية والخادمات وهي تشير إلى أن غالية العينة لا ترغب في استقدام الخادمات وذلك بنسبة من 61 % إلى 67 % في الدراسة الاولي بينما نقصت هذه النسبة إلى 12 % و47 % في الدراسة الثانية. وكانت حجم العينة 50 اسرة من المجتمع السعودي وهدفت الدراسة إلى التعرف على حجم التأثيرات التي تحدثها الخادمات على الاطفال وعلى الاسرة فتوصلت الدراسة إلى هناك أثر كبير على الاطفال من ناحية اللغة والدين.
وفي دراسة قامت محمد معين (2002) توصلت الدراسة إلى أن أحد الأسباب الهامة لوجود المربية في الأسرة وجود أكثر من طفل واحد تقل أعمارهم عن ست سنوات وهذا يعني أن المربية تلازم الطفل في المرحلة الحاسمة التي يكتب فيها اللغة. ومن البديهي أن الطفل يلتقط الفاظ من المربية بعضها عربي وبعضها انجليزي. وبعضها أوردي أو غيره. كما يلتقط الطفل الكلمات العربية من أمه، أبيه وسائر أسرته وبقدر ملازمة المربية للأطفال يلتقط منها مفردات بالعربية الركيكة أو الانجليزية الركيكة كذلك وتدل الدراسات الميدانية على ما يلي:
1. (8%) من مجموع المربيات في بعض دول الخليج لهن إمام باللغة العربية وفي بعض الدول الأخرى (6.2%) فقط. واتضح أن اللغة الانجليزية هي الأكثر شيوعاً باعتباراتها وسيلة بين المربية والأطفال من جهة وبين المربية والوالدين من جهة أخرى.
2. (25%) من أطفال أسر العينة يقلدون المربيات في اللهجة أو أكثر من (40%) منهم تشوب لغتهم لكنة أجنبية ويتعرضون من مضايقات من أقرانهم بسبب ذلك.
3. (50%) من الأسر التي تستخدم المربيات تقوم فيها هذه المربيات بالأشراف الكامل على إفطار الأبناء وارتداء ملابسهم بينهما (25%) من هذه الأسر تتقاسم فيها المربيات هذا العمل مع ربات الأسر. وتبين كذلك أن (41%) من هذه الأسر تركت للمربيات الإشراف على اللعب.
4. (50%) من هذه الأسر تنازلت عن تقديم الرضعة للأطفال. ومداعبته ورعايته وتغيير ملابسه في سن الرضاعة ومعنى ذلك أن حواس الأطفال ومشاعرهم تتفتح في مرحلة الطفولة والتطبع الاجتماعي على المربيات بكل ما يحملنه من خصائص وسمات غريبة عن الثقافة العربية الإسلامية يعتبر سداً يعوق نمو الطفل اللغوي، إذ يضطر الطفل إلى محاكاتها مستعملا تراكيب ومفردات لغتها.
كما دلت الدراسات القطرية على أن المربية تحادث الطفل بلغتها وتسمعه أغانيها وحكاياتها فيتعلم لغتها على حساب لغته، أو تحادثه بعربية ركيكة. كما أشارت دراسة عنبرة الأنصاري الى أنه لوحظ تلاشي اللغة العربية في أسواق الإمارات العربية بسبب كثرة الهنود والباكستانيين. ومن الارقام السابقة يتضح أن الخطر العظيم في تأثر الطفل بالمربية الأجنبية من حيث اللغة. أما تنازل الآباء والأمهات للمربيات عن ملاعبة الأطفال فإن له أثاراً سلبية على نمو اللغة والذكاء والقدرات والمهارات لدى هؤلاء الأطفال، وهنالك اعتراف متزايد لمرحلة العمل بين تسعة شهور إلى ثمانية عشر شهراً من أهمية قصوى بالنسبة لتطور اللغة وما يترتب عليها من تطور عقلي عام. وتشهد هذه المرحلة العمرية اقصى مراحل الخطر الناجم عن فصل الطفل عن أمة. وهكذا نجد الطفل الذي رتبه المربية الأجنبية يذهب الى المدرسة العربية معتل الشخصية ممسوخ النفسية.
وتوصلت دراسة قامت بها عنبرة الانصاري (1409 هـ) وكانت بعنوان أثر الخادمات الأجنبيات في تربية الطفل بمدينتي مكة المكرمة وجدة من وجهة نظر الأمهات فقد تناولت الباحثة في هذه الدراسة ظاهرة الخادمات الاجنبيات من حيث الحجم والسبب وعلاقتها بالأسرة وتربية الطفل ومما اسفرت عنها الدراسة من أثار من شأنها أن تمس البناء الاجتماعي والنسق الثقافي العام في المجتمع. ومن خلال رصد ظاهرة واحدة من الظواهر التي احدثها التغيرات الاقتصادية في البناء الاجتماعي وهذه الظاهرة هي الاستعانة بالخدم والمربيات الاجنبيات واثرها على تربية الطفل، فنجد الدراسة قد تطرقت إلى التغير الاقتصادية والاجتماعي وافردته له مساحة كبيرة ثم تطرقت إلى الاسرة والطفولة كما تطرقت الباحثة في دراستها إلى ظاهرة المربيات الاجنبيات والعنف الموجه منهم ضد الأبناء في الاسر التي يعملون لديها، ومن ناحية المنهج المستخدم في الدراسة فقد قامت الباحثة باستخدام المنهج الوصفي واستخدام الاسلوب المسحي لعينة البحث، أما عن أداة الدراسة فقد قامت الباحثة باستخدام الاستبانة المقفلة التي تحتاج إلى أجوبة محددة والمجتمع الذي تم اجراء الاستبانة عليه والدراسة هو مدينة مكة المكرمة ومدينة جدة.
وهدفت تلك الدراسة إلى:
1. التعرف إلى ما هو أثر ظاهرة الخادمات الاجنبيات وأثرها في تربية الطفل.
2. التعرف على المتغيرات التي ساعدة على انتشار هذه الظاهرة.
3. التعرف على الفرق بين نظر الأم وذلك بالنسبة لتربية الاطفال.
ومن ناحية النتائج فقد توصلت الدراسة إلى أن هناك اثار سلبية للخادمات على تربية الطفل فهو يتعرض للعنف من قبل الخادمات، كما يوجد ارتباط بين المستوى التعليمي للخادمة وبين الاثر السلبي في تربية الطفل، ومن خلال الدراسة تبين أن هناك نسبة 88.7 % من الاسر تعتمد على الخادمات في التربية، ومن خلال الدراسة تبين أن نسبة الخادمات الاميات بلغت 65.2% وهذا يعكس عجز الخادمة عن تفهم كيفية تربية الاطفال واستخدام العنف معهم.
أضرار الخادمات على لغة الأطفال:
وقد إشارات العديد من الدراسات والبحوث أن وجود المربية أو الخادمة في المنزل يؤثر تأثيرا سلبياً على النمو اللغوي عند الطفل حيث يكتسب الطفل من خلال المربيات أو الخادمات العديد من المفردات اللغوية الغريبة التي تكون غير متماسكة والتي قد تتضح في الكثير من المفردات التي يقوم الطفل بنطقها. هذا وقد أثبتت الدراسات أن هناك نسبة كبيره من الأطفال يعانون من عيوب قوية في النطق ويرجع السبب في هذا الأمر الى وجود الخادمة أو المربية في المنزل كالتأتأة أو الفأفأة أو التهتهة.
هذا بالإضافة إلى أن العديد من الدراسات قد وأضحت أن وجود الخادمة في المنزل يجعل الأطفال أكثر ميلًا إلى الانطواء والى العزلة كما أن الميول العدوانية لدى الطفل من الممكن أن تزيد هذا بالإضافة إلى زيادة الشعور عند الطفل بالخمول أو بالكسل ولذلك تعتبر المربية أو الخادمة هي المصدر الأساسي والوحيد الذي يكتسب منه الطفل قيمه وعاداته وتقاليده والذي قد يتأثر الطفل بها بشكل كبير.
أضرار الخادمات على مستوى الخجل:
وقد أثبتت الدراسات أيضا أن أثر الخادمات على الإناث من الأطفال يعتبر أكثر بكثير من تأثيرها على الذكور فلا يقتصر أثر الخادمة أو المربية فقط على اللغة عند هؤلاء الأطفال من الإناث وإنما يمتد أيضا هذا الأثر إلى أن الطفلة قد تصبح خجولة وتحب الهدوء وقليلة الكلام وكثيرة النفور من جانب الكبار وخاصة الغرباء منهم كما أن هذه الظاهرة من شانها أن تؤثر على أسلوبها في معاملة من حولها سواء كانوا أصدقاء أو زملاء كما أنها من الممكن أن تصبح عدوانية. فقد يصبح العدوان هو وسيلتها الوحيدة لإفراغ شحنات الغضب الموجودة بداخلها، وقد بينت دراسات أخرى أن الطفلة قد تكون عدوانية مع إخوتها فقد تصبح عصبية وعنيدة إذا أرادت شيئاً وصممت عليه. ولم تتوقف التأثيرات السلبية التي تتركها الخادمات والمربيات على الأطفال فقط بل على المرأة أيضا والتي أصبحت تعتمد عليهم في كل شيء بشكل كبير فالخادمة أو المربية تقوم بأداء معظم الأعمال المنزلية بالإضافة إلى رعاية الطفل. ومن هنا نستطيع القول إن ظاهرة الخادمات اليوم أصبحت ضرورة اجتماعية واقتصادية تفرضها طبيعة الحياة الاجتماعية والظروف الاقتصادية التي نعيشها اليوم ولا مجال للقضاء عليها كظاهرة إنسانية أبدا.
أضرار الخادمات على مستوى تعلق الأطفال بأمهم:
أما فيما يتعلق بمشكلة تعلق الطفل بالمربية التي تقوم بتولي كل أموره فان التعلق بها يكون دائما في سن صغير بداية من 3- 4 سنوات من عمر الطفل ففي هذا العمر يزداد تعلق الطفل الخادمة فكما سبق أن ذكرنا أن تربية الخادمات للأطفال لها أثر كبير على نفسية الطفل، فالواقع هنا يؤكد أن وجود الخادمات في المنزل لفترات طويلة مع الأطفال بدون تواجد من قبل الآباء والأمهات قد يؤثر بالسلب على نفسية الطفل، ويرجع السبب في هذا الأمر لخروج الآباء والأمهات لفترات كبيرة خارج المنزل إم من اجل العمل أو من اجل السفر.
أضرار الخادمات على النواحي الأخلاقية، الدينية، والسلوكية:
أما فيما يتعلق بالنواحي الأخلاقية والدينية فقد يتسبب وجود الخادمات أو المربيات لفترات طويلة في المنزل في اختلال القيم الدينية عند هؤلاء الأطفال، ويأتي هذا الأمر نتيجة لاختلاف الديانة الخاصة بهذه الخادمة عن الطفل فأغلب الخادمات أو المربيات العاملات في المنازل من الهنود والسريلانكيين الوافدين علينا من الخارج. أما من الناحية السلوكية فقد تساهم الخادمات أو المربيات بشكل كبير في إكساب الأطفال أنماط سلوكية جديدة وغير مرغوب فيها في كثير من الأحيان يرجع السبب في ذلك إلى اختلاف البيئة التي جاءت منها هذه الخادمة عن بيئة الطفل، فالطفل يتعلم هذه السلوكيات بسبب جلوسه لفترات طويلة مع الخادمة.
أضرار الخادمات على الناحية الاجتماعية للأطفال:
أما فيما يتعلق بالنواحي النفسية والاجتماعية فقد يشكل وجود الخادمات بالبيت عبئ نفسي ثقيل على كاهل الأطفال، حيث يتعرض الطفل في هذا الوقت إلى مشكلات نفسية كبيرة تكون ناتجة عن غياب الوالدين عنه وعن كلا من متطلباته واحتياجاته، بالإضافة الى شعور الطفل في معظم الأحيان بعدم الاطمئنان وشعورة بالذنب فهو يجلس كثيرا مع خادمته وقد تترسب في عقلة الباطن أشياء كثيرة يحتفظ بها ولا يخبر امه عنها مما يشكل في داخلة عقدا نفسيا.
هناك العديد من المشاكل التي يوجهها الابناء في المجتمعات الخليجية، ولقد ذكر الجرداوي (1990) والخليفة (د.ت.) بعضاّ من المشاكل الاجتماعية الناتجة من وجود الخادمات، على سبيل المثال:
1. الأثر الديني: وهو الأثر على معتقدات الأطفال في المجتمعات الخليجية، وتساد على نمو الأفكار والمعتقدات الخاطئة نظراَ لعدم مراقبة الأسرة للخادمات أثناء التربية، ويلاحظ أن كلما كان السن للأطفال صغير يؤدي هذا إلى احتمالية أكبر في الأثر على معتقدات الأطفال.
2. الأثر على اللغة: يتأثر الطفل في هذه السن المبكرة في تكوين شخصيته، وفكره ولغته، وعندما يتحدث من حوله باللغة الأجنبية، سيكون لغته هي اللغة التي يقوم بسماعها ويتحدث بها.
3. الأثر التربوي: هذا التأثر نابع من مشكلات التربية التي تنتهجها هذه المربيات من أساليب خائطة في التربية، وليس حرياَ بنا أن نجد أطفالنا في مستوى تربوي منخفض وهذا لقلة الاهتمام التربوي به، وليس من المجدي الوصول إلى أبعد من مكان المشكلة التي تتعلق بالخدم ومستواهم التربوي، الذي يكون مخفض بسبب عدم إتباعهم الدين الإسلامي.
4. طريقة ونوعية اللباس للخادمات: يعتبر الزي الشرعي هو المميز للخليجيات، لكن عدم قدوم هذه الخادمات يرتدين نفس الملابس في بلادهن، مما يؤثر بالسلب على المظهر العام بكثر من الدول الخليجية، نظراّ لعدم اتبعاهن الزي الشرعية الذي يقي كل من الرجال والنساء والفتن.
5. السفور والاختلاط: من الاّثار السلبية للخدم هي انتشار الصفات السلوكية غير القويمة، ويساعد الاختلاط في المجتمعات على الوصول إلى قمة السفور، ومن هنا يأتي الضرر.
6. الخلل في العلاقات الأسرية: نظراّ لوجد الخادمات يحدث الكثير من المشكلات الخاصة بالخدم ومنها التعدي بالضرب، والتوبيخ في بعض الأوقات، بالإضافة إلى التسبب بالمشكلات العائلية، نظراّ لوجود مثل هذه الخادمات.
أثر الخادمات على الناحية النفسية للأطفال:
1. الأثر النفسي: وتكثر الاّثار النفسية للأطفال في هذه السن المبكرة نظراّ لما تساهم فيه المربيات من البلاء من العمل في المنازل الخليجية، ويمكن أن يدخل الطفل في مراحل متأخرة من الأمراض النفسية: من أهم الأمراض النفسية التي يمكن أن تصيب الطفل بسبب سوء مكان التربية التي أنشأته هو الاكتئاب والانعزال.
2. الفردية والكسل: من أهم السلبيات التي أثرت على الطفل الخليجي هي صفة الكسل وبالأخص للأطفال، نظراّ لقيام الخادمات بعمل كل أعمالهن. وقد ساعد هذا في تعليم الاتكالية، أي الاعتماد على الخادمات في أمور حياتهم.
ومثال ذلك: أثبتت إحدى الدراسات في إحدى دول الخليج أن (56%) من عينة ربات الأسر التي أجري عليهن الدراسة أن أفراد الأسرة قد تعلموا الاتكالية وهذه نسبة كبيرة لا سيما إذا علمنا أن (73.3 %) من العينة لم تبين شيئاّ. (دار طويق، 2007، 15).
علاج أثر الخادمات على الأطفال:
ويجب علينا للعمل على القضاء على الأثار التي تتركها الخادمات على نفسية الطفال أن نقوم بما يلي:
1- يجب على كل الآباء ووكل الأمهات القيام بتوفير جو من الرعاية والاهتمام والحب والحنان إلى أطفالهم كما يجب العمل على تعويضهم عن الفترات التي يكون فيها كلا من الأب وألام غائب عن المنزل.
2- يجب أن يكون الوالدين حريصين على الاحتفاظ بأدوارهم الموجودة داخل الأسرة وذلك فيما يتعلق بكلا من التربية والتنشئة السليمة للأطفال وعدم التخلي عنهم. تحت أي ظرف من الظروف.
3- يجب على الوالدين عدم التهاون في أي عبارات من الممكن أن تخرج من الخادمة وتتحدث بها أمام الأطفال فمن شان هذه العبارات أن تكون بذيئة وبالتالي تؤثر على الأطفال بشكل سلبي.
4- يجب العمل على وضع ضوابط معينة لاختيار الخادمات والتي يجب أن تكون متمثلة في كلا من مظهرها وأسلوبها في الحديث وطريقة تعاملها مع الأطفال
5- ضرورة أن يقوم كلا من الوالدين بمتابعة دور الخادمة في تربية الطفل وفي متابعة الطريقة التي تتعامل بها مع الأطفال حتى يتمكن الوالدين من الاطمئنان على أبنائهم خلال فترات الغياب خارج المنزل.
ومن هنا يمكن القول أن الأطفال في الفترات الأخيرة أصبحوا متعلقين بشكل كبير بالخدم أكثر من والدتهم ليرجع السبب في ذلك إلى انهم يقضون أكثر الأوقات معهم فقد يظن البعض منهم بأن خادمته هي أمه، ونتيجة لبعض الإحصائيات التي أجريت في دولة قطر تبين أن الحاجة إلى الخادمة في دولة قطر من اجل تربية الأطفال تكون ملحة ويعتمد عليها الأمهات بشكل كبير فكثير من الأمهات القطريات يرون ضرورة الاعتماد على الخادمات في تربية الأبناء فاكثر من 32.5% من الأمهات القطريات يعتمدون بشكل كبير على الخادمات وذلك بسبب انشغال المرأة بالعمل وعلى الرغم من هذا الأن أن أكثر من 40% من الأمهات القطريات يجودن أن الخادمات تؤثر بشكل سلبي وكبير على الأطفال فالكثير من الأطفال يكتسبوا عادات سلبية مثل الكذب والتكاسل.
المراجع:
1. إبراهيم خليفة (1986) المربيات الأجنبيات في البيت العربي والخليجي، عرض وتحليل الدراسات الميدانية، الرياض، مكتبة التربية لدول الخليج العربي،
2. إيناس محمد صبري إسماعيل (2002) خادمات المنازل، مجلة علم النفس أبريل، مايو، يونيو العدد (62) القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب.
3. بدر عمر العمر (2006) الأسباب الحقيقة لظهور وبروز ظاهرة الخدم، لمنامة، مكتب المتابعة.
4. خالد احمد الشتنتوت، (1995) خطر المربيات غير المسلمات على الطفل المسلم، الطبعة الثانية، المدينة المنورة، مطابع الرشيدي،
5. خلف أحمد خلف وآخرون (19997) سمات وخصائص المربيات الأجنبيات سلسلة الدراسات العمالية، المنامة، مكتب المتابعة.
6. الجرداوي، عبد الرؤوف 0 1990): ظاهرة الخادمات والمربيات وأبعادها الاجتماعية في دول الخليج، الكويت، دار السلاسل
7. الخليفة، إبراهيم (د.ت.): المربيات الأجنبيات في البيت العربي الخليجية عرض وتحليل بعض الدراسات الميدانية، مكتب التربية، الرياض.
8. خليفة، بتول (2006): الاتجاهات نحو الخادمات (المربيات) وأثره على أساليب التنشئة الأسرية والتوافق النفسي للأبناء بدولة قطر دراسة تحليلية تشخيصية)، جامعة قطر.
9. دار طويق (2007): في بيتنا خادمة، الرياض، دار طويق للنشر والتوزيع.