تعاني معظم السيدات والفتيات اليوم من مشاكل كثيرة في الدورة الشهرية وتستدعي بعض هذه الاضطراب إلى التدخل الطبي وقد تكون بعض هذه المشاكل فسيولوجية دون وجود سبب مرضي معين وقد يساهم بشكل كبير وضوح بعض هذه الاضطراب في تعريف هؤلاء الفتيات والسيدات عما هي اضطراب الدورة الشهرية ومعرفة مدى الحاجة لمراجعة الطبيب المختص لأجراء الفحوصات الضرورية لتشخيص المشكلة. عند حدوث الحيض تشعر غالبية النساء بما يسمى بآلام الحيض وهي عبارة عن مغص خفيف في أسفل منطقة البطن يصاحبه شعور بالألم والضعف العام ولكنها لا تحول دون قيام المرأة بنشاط وقيامها بأعمالها كالمعتاد داخل المنزل وخارجه. وتضطر بعض النساء بسبب هذا الألم ألي البقاء في البيت وعدم الخروج والانقطاع عن القيام بأي نشاط ليوم أو ليومين خلال الدورة الشهرية.
الالام الدورة الشهرية:
تبدأ آلام الحيض غالباً قبل بدء الدورة بعدة ساعات من الزمن أو بعدة أيام وتزول بانتهاء الحيض. وقد يظهر الألم على شكل تقلصات في منطقة الرحم بما يشبه المغص يصحبها صداع كامل أو نصفي على حسب كل فتاه مع شعور بالتعب أو الخمول العام وهبوط في الحالة النفسية إلى درجة الاكتئاب. وفي بعض الأحيان قد يشتد الألم ويمتد ليصل إلى الظهر والساقين فتشعر الفتاة بالغثيان والتقيؤ ورغبة في الاستلقاء وعدم التحرك. وهذه الأعراض من الممكن تخف تدريجياً مع نزول الدم علماً ان نزول الدم نفسه يكون في البداية صعبا فيسيل على هيئة نقاط صغيرة ثم ويتحول إلى سائل وردي اللون ثم يصبح غزيراً. أما عند البعض الآخر من النساء فيتحول هذا الدم إلى قطع نسيجية تنزل بصعوبة بعد الشعور بمغص شديد وآلام شديدة. وسوف نتكلم في بحثنا اليوم عن أسباب اضطراب الدورة الشهرية والمشاكل التي تواجه المرآه في ذلك وكيفية حلها.
أنواع اضطراب الدورة الشهرية:
قبل ان نتكلم عن أسباب اضطراب الدورة الشهرية أو اضطراب عسر الحيض يجب أن نعرف معناه أولا. يوجد نوعين أساسيين من اضطراب الدورة الشهرية حيث يوجد عسر حيض أولي (اضطراب دورة شهرية أولي) وعسر حيض ثانوي (اضطراب دورة شهرية ثانوي).
وإذا تكلمنا عن عسر الحيض الأولي فهو عبارة عن مصطلح يستعمل لوصف الألم المصاحبة للحيض دون وجود اية مشاكل جسمانية معروفة أو ظاهرة يمكن ان تسبب الألم. ويبدو ان هذه الحالة هي اكثر انتشار ا ووجودا لدى الفتيات التي تتراوح أعمارهم بين 20 و 27 عاما، وعادة ما تختفي بعد سنة واحدة حتى سنتين، أما عسر الحيض الثانوي فهو عبارة عن مصطلح يستخدم لوصف الأم الحيض الناتجة عن اضطراب جسماني معين غير الدورة الشهرية.
أسباب اضطراب الدورة الشهرية:
أما إذا تكلمنا عن أسباب اضطراب الدورة الشهرية، فهناك أسباب عديدة لاضطراب الدورة الشهرية عند النساء والفتيات بشكل عام وقد تختلف هذه الاضطراب من سيدة إلى أخري أو من فتاة إلى أخرى وعلى حسب سن هذه السيدة أو الفتاة وعلى حسب التركيب الفسيولوجي لجسمها. قد ترجع أسباب أسباب اضطراب الدورة الشهرية إلى أسباب عضوية أو نفسية تختلف من فتاه إلى أخرى كما توجد أسباب أخري تؤدى إلى ظهور الألم أثناء فترة الحيض منها ازدياد الوزن، والصداع والتوتر والأرق. يمكن تلخيص أسباب اضطراب الدورة الشهرية إلى عدة أسباب أهمها:
1- قد يرجع سبب اضطراب الدورة الشهرية إلى وجود التهابات حادة في منطقة الحوض مما يؤدى إلى هذه الألم الفظيعة أثناء فترة الحيض
2- وجود خلايا تأتى وتنصرف مثل خلايا بطانة الرحم داخل أجزاء أخري من تجويف البطن
3- استعمال اللولب الرحمي فقد يسبب استخدام هذا اللولب إلى شعور المرآه بألم شديدة في فتره الحيض خاصة خلال الشهر الأول من استخدامه.
4- وجود تشوهات خلقية في الرحم مثل ضيق الرحم فقد يسبب أيضا ضيق الجزء السفلي من الرحم إلى وجود الألم كثيره أثناء فترة الحيض.
5- التوتر العصبي أيضا قد يكون سبب في تعسر الحيض أو الطمث عند الفتيات والسيدات.
6- قد يرجع حدوث الألم في فترة الحيض إلى أسباب عضوية كحدوث تشويه في الرحم أو انقلابه إلى الخلف أو إلى الأمام بشدة مما يحول خروج دم الحيض بسهولة مما يسبب هذه الأم والتشنجات التي تحدث.
7- الخوف المستمر والشعور الدائم بأن فترة الحيض هي فترة غير طاهرة يرافقها انحراف في المزاج يزيد من حدة التوتر والألم.
8- قد يكون الجهل وعدم المعرفة بالأمور الجنسية سبباً في تعقيد الأمور مما يولد لدى الفتاة لا شعوريا إحساسات غير واقعية وعوارض مضخمة لا تتطابق مع واقع الألم فيتحول الألم البسيط إلى وهم كبير ومرض حقيقي.
9- الأورام الليفية والأرق والإرهاق والإجهاد النفسي من العوامل المؤثر أيضا والتي تسبب الألم أثناء فترة الحيض.
مشاكل الدورة الشهرية:
لقد ذكرت عدة دراسات وتكلمت عن مشاكل الحيض حيث أثبتت ان أكثر من نصف نساء العالم يعانين من بعض أنواع مشاكل الحيض مما يجعل ذلك أكثر المشاكل الصحية التي تعاني منها النساء حيث تشكو بعض النساء من تعب يتراوح بين الخفيف والمتوسط أثناء الحيض أو قبله بأيام قليلة وقد تصاب قلة منهن بأعراض شديدة تشمل الاكتئاب والقلق والشعور بالإجهاد والصداع وتورم الجسم وألام في الثديين والظهر والفخذين والبطن ومع ذلك فأن حدوث الحيض يدل على الصحة الجيدة اذا كان منتظما غير مصحوب بآلام زائدة أو إجهاد أو نزيف شديد تزول آلام الحيض العادي فاذا زاد وجب استدعاء الطبيب، ومن أسباب الدورة الشهرية الأورام الليفية ووجود الرحم في وأوضاع شاذة كالرحم المقلوب مثلا، وكذلك الأرق والإرهاق.
يتوقف علاج الدورة الشهرية على معرفة سببه فقد تستخدم المسكنات والأدوية اللازمة وتصلح في علاج الحالة أو قد يحتاج الأمر إلى أجراء جراحي لإزالة الأم ويزول الدورة الشهرية بعد الحمل والولادة أحيانا. ومن المشاكل التي تعانيها أيضا المرأة أثناء فترة الحيض هو عدم الاستقرار والتوتر والاكتئاب ووجود الأم في المفاصل والعضلات والظهر – كما من الممكن ان تشعر بصداع في الرأس وحدوث زيادة في احتباس البول وتضخم في الثديين. ونستنتج مما سبق ان الأم الحيض تسبب العديد من المشاكل عند المرأة مما يجعلها شعور دائم بعدم الراحة والتوتر والاكتتاب خصوصا في هذه الفترة لذلك يجب معرفة الاسباب والعمل على حلها عند الشعور بهذا الأم.
علاج اضطراب الدورة الشهرية:
توجد عدة طرق لعلاج الأم الدورة الشهرية فتوجد المعالجة النفسية والتي يتم من خلالها تعريف البنت للدورة الشهرية وعن أنها ليست بمرض بل ان وجودها يدل على الصحة وعلى بلوغها واكتمال بنيتها وجسدها واكتمال أنوثتها كما يجب رفع الروح المعنوية للفتاة وتقوية شخصيتها وتعريفها على هذه العادة التي تأتى شهريا وعدم النفور منها وان هذه العادة أمر طبيعي يحدث عند كل فتاة. كما يوجد علاجات من الممكن أن تقوم بها الفتاه في بيتها وهى:
● أن تقوم الفتاة بممارسة نشاط بدني بشكل ثابت قد يساعدها في التخفيف من حدة الألم المصاحب لاضطراب الدورة الشهرية.
● كما يمكن ان تقوم الفتاه بشرب مجموعة من الأعشاب مثل البابونج والنعناع والتوت البري وغيره من الأعشاب التي تساعدها على زوال الألم أو التخفيف من حدة اضطراب الدورة الشهرية.
● وتستطيع المرآه التقليل من استهلاك الكفايين وتناول قدر كبير من الخضروات والفاكهة والأغذية الخالية من الدسم.
● عليها أيضا تجنب التدخين لما له من أثار سلبية في زيادة اضطراب الدورة الشهرية
● ويجب كذلك على الفتاة أن تعمل على التخفيف من التوتر النفسي والإجهاد اليومي في الحياة لتجنب اضطراب الدورة الشهرية.
● كما يمكنها أيضا في حالات استمرار الأم وتزايده في فترة الحيض استشاره الطبيب المختص في ذلك حتى يعرف سبب هذه الألم ويقوم بالفحص والتحليل لتقديم النصيحة الطبية والعلاج اللازم لهذه الحالة حتى لا تحدث مرة أخري وإن حدثت تكون الألم خفيفة.
وبناء على ذلك يجب على كل امرأة اتخاذ التدابير اللازمة للحد من الألم الحيض التي تأتيها أثناء فترة الحيض وذلك أما ان تقوم بزيارة طبيب مختص وتقوم بعمل تحاليل وأشعة لتعرف ما هي المشكلة التي تؤدي ألي هذه الألم أو بان تقوم بوقاية نفسها من هذه الأعراض بعمل ما سبق ان ذكرناه.
الخاتمة:
في نهاية حديثنا في هذا البحث نستطيع القول ان هذه المشكلة من المشاكل الشائعة والموجودة لدى كل نساء العالم والتي تعانى ومازالت تعانى منها كل امرأه ولكن على الرغم من ذلك فأن لكل مشكلة أسباب ومشاكل وعلاج ولكن هذه المشكلة تختلف عن غيرها لما تسببه من معاناه لدى كل سيده في العالم ولكن بالوقاية والعلاج الصحيح ومعرفه أسباب المشكلة تستطيع كل امرأه ان تقى نفسها من هذه الألم المصاحبة لفترة الحيص أو ان تعمل على تخفيف من حده هذه الألم ويجب عند حدوث هذه المشكلة ان تتجه المرآه فورا إلى الطبيب المختص للقيام بالفحوصات اللازمة لتشخيص الحالة وتقديم العلاج لها على أسس علمية وصحيحة وتحت إشراف طبيب مختص.
المراجع:
1. اضطراب الطمث، دكتور عبد الناصر كعدان، الطبعة الاولي، دار العلم للملايين، سوريا 1997.
2. أسباب وعوامل خطر الأم الدورة الشهرية، د. محمد شومان، المجلة الطبية العدد 189 الصادر بتاريخ 30/10/1998
3. اضطراب الحيض، د. خالد محي، دار الثقافة العربية للطباعة والنشر، الطبعة الاولي، 1996.