أهمية الثقافة في بناء شخصية الإنسان
تعرف الثقافة على أنها التمكن من الأداب، الفنون، والعلوم عن طريق الرقي والعمق في التفكير والمعرفة الواسعة عن طريق الاطلاع. لذلك، فإن الثقافة من أهم خصائصها أنها جمعية أي أنها مجموع نتاج جماعة معينة في بعض المجالات المتعلقة بالفن، الفكر، والأداب. وللثقافة أهمية كبيرة في بناء شخصية الإنسان حيث أنها تساعد على جعل الإنسان أكثر إلمامًا بما يدور حوله من أحداث، اكتشافات، وظواهر. علاوة على ذلك، فإن الثقافة لها أهمية في جعل النتاج الفكري لشخص ما أعمق وأكثر تحضرًا. يناقش ذلك البحث الأهمية الكبيرة للثقافة في تكوين وبناء شخصية الإنسان.
أنماط وعناصر الثقافة:
يعد أشهر تقسيم لأنماط وعناصر الثقافة هو التقسيم الذي وضعه "رالف لينتون" ضمن كتابه "الأساس الثقافي للشخصية" فقام بتقسيم أنماط الثقافة إلى ثلاث أقسام وهي:
1. العموميات
وهي عبارة عن المكونات الثقافية المشتركة بين كافة أفراد المجتمع بين الصغار والكبار والرجال والنساء وهي تشمل العادات والتقاليد والأفكار والسلوك ومختلف مظاهر الحياة التي توجد في المجتمع.
2. الخصوصيات
وهي عبارة عن المكونات الثقافية المشتركة بين مجموعة محددة من أفراد المجتمع، أي أنها تحكم سلوك تلك المجموعة دون غيرهم من الأفراد الذين يمارسون نفس الأنشطة الاجتماعية التي حددها المجتمع وتنقسم إلى نوعين وهما:
أ) خصوصيات مهنية
وهي خصوصيات ثقافية تستلزم لمن يقوم بممارستها من الأشخاص امتلاكه خبرات ومهارات فنية وبعض المصطلحات السلوكية الخاصة عن غيرهم من الأفراد وهي ليست حكراً عليهم ولكن يمكن لأي شخص الدخول فيها مثل الطب والتدريس والزراعة والصناعة وغيرها من المهن في المجتمع.
ب) خصوصيات طبقية
وهي خصوصيات ثقافية تتواجد ضمن أفراد طبقة اجتماعية معينة في المجتمع مع العلم أن المجتمع يتكون من ثلاث طبقات اجتماعية وهي الطبقة الراقية والطبقة المتوسطة والطبقة العادية، وتتسم كل طبقة من تلك الطبقات بثقافة واهتمامات خاصة بها عن غيرها من الطبقات الأخرى.
3. البدائل والمتغيرات
هي مكونات ثقافية لا تنتمي للعموميات أي أنها غير مشتركة بين كافة أفراد المجتمع، كما أنها لا تنتمي للخصوصيات أي أنها غير مشتركة بين الأفراد الذين ينتمون لمهنة واحدة أو طبقة اجتماعية واحدة، ولكن تلك المكونات الثقافية تظهر في ثقافة المجتمع لأول مرة فيقوم الأفراد بالاختيار من بينها، وتتسم تلك المكونات الثقافية بالقلق والاضطراب لفترة معنية إلى أن تتحول إلى الخصوصيات أو العموميات الثقافية، وتلك المكونات الثقافية مقتبسة في الأساس من ثقافة مجتمعات أخرى.
أنواع الثقافات:
1- الثقافة الاجتماعية: هي الثقافة التي تتناول المجتمع وأفراده وسلوكيات هؤلاء الأفراد والعادات والتقاليد التي توجد في المجتمع.
2- الثقافة الاقتصادية: هي الثقافة التي تتناول كل ما يتعلق بالاقتصاد والتجارة من الشركات والاستثمارات والبورصة والأسهم والعملات وغيرها من الأمور الاقتصادية.
3- الثقافة السياسية: وتشتمل تلك الثقافة كافة التفاصيل والظواهر والنظريات السياسية وأخبرا الدول من الناحية السياسية والعلاقات الدولية السياسية بين الدول بعضها البعض.
4- الثقافة التاريخية: وتركز تلك الثقافة على الأحداث التي مضت في المجتمع والحضارات الأخرى التي قامت في العالم والشخصيات التاريخية والأماكن الأثرية وكل ما يتعلق بالتاريخ.
5- الثقافة الدينية: وتشمل تلك الثقافة الموضوعات التي تتعلق بالدين وما يتضمنه من عبادات مثل الصلاة والصوم والزكاة وغيرها، بجانب الأخلاق والطقوس الدينية المختلفة.
6- الثقافة التنظيمية: وتهتم تلك الثقافة بالقيم والسلوكيات الخاصة بالأفراد الذين يعملون داخل المنظمة، والتي تتميز بها المنظمة عن غيرها من المنظمات الأخرى، وتحدد تلك الثقافة اتجاهات وقرارات الإدارة والمسؤولين بصفة عامة في المنظمة.
أهمية الثقافة في بناء شخصية الإنسان:
تمثل الثقافة أهمية كبيرة للأفراد وللمجتمع من العديد من الجوانب والنواحي وأبرز تلك الفوائد هي:
1- تكسب أفراد المجتمع شعور بالوحدة فيما بينهم، كما أنها تهيئ لأفراد المجتمع سبل العمل والعيش دون عوائق أو اضطرابات.
2- تمد الثقافة أفراد المجتمع بمجموعة من الأنماط السلوكية التي تساعدهم على إشباع الحاجات البيولوجية لهم مثل المأكل والمشرب والملبس وغيرها وهو ما يساعدهم على أن يحافظوا على البقاء والاستمرار.
3- كما أنها تمد أفراد المجتمع بالأنظمة والقوانين التي تتيح لهم وسائل التكيف مع مختلف المواقف الحياتية والتعاون فيما بينهم بما يحقق التفاعل الاجتماعي بدون أن يحدث بينهم صراعات أو اضطرابات.
4- تجعل الفرد يردك الدور التربوي الهام الذي تقوم به ثقافته خاصة في حالة اختباره ثقافات أخرى مختلفة عن ثقافته في العادات والتقاليد التي تطغي على وجوده ونمط حياته التي تعود عليها.
5- تقوم الثقافة بتقديم بعض المشكلات التي أوجدت لها حلول مناسبة للأفراد في المجتمع، وهو ما يسهل عليهم الوقت والجهد في البحث عن حلول لتلك المشكلات.
6- تزيد الثقافة من درجة ولاء وانتماء الأفراد للمجتمع الذي يعيشون فيه وهو ما يسهم في ترابطهم وترابط المجتمع بأكمله.
العوامل التي تؤثر على الثقافة:
1- الاتصال بالثقافات الأخرى: هي من أبرز الأمور التي تؤثر في ثقافة أي مجتمع فتواصل أفراد المجتمع مع أفراد المجتمعات الأخرى والثقافة الخاصة بهم تجعلهم يأخذون من تلك الثقافة الجديدة عليهم بعض الصفات والعادات والتقاليد الخاصة بالآخرين والتي قد تنتشر بين أفراد هذا المجتمع في حالة تقبلهم لتلك الصفات والعادات واستحسانهم لها.
2- التطور الثقافي: هو عبارة عن التغيرات التي تحدث داخل المجتمع نفسه والتي تؤدي لظهور عادات ثقافية جديدة مثل ابتكار الأفراد لأنواع جديدة من الأطعمة والمشروبات التي لم تكن موجودة في السابق داخل المجتمع.
3- الاختراعات: والمفهوم العام للاختراعات هو صنع وابتداع الإنسان لوسائل جديدة تسهم في تغير الثقافة الإنسانية مثل اختراع السيارات والسفن والطائرات وأجهزة الحاسوب وغيرها من الاختراعات التي تؤثر بصورة مباشرة على ثقافة الأفراد وتسهم في تغيرها.