يعتبر موضوع مرض السكري من الموضوعات الهامة التي لابد أن نأخذها على عين الاعتبار حيث نجد أن مرض السكري في هذا الوقت الحاضر من أكثر الأمراض التي انتشرت في العالم بأكمله سواء المتقدم منه أو النامي ويصيب الأغنياء والفقراء على حد سواء والكبار والصغار والنساء والرجال، وهذه الدراسات العلمية أظهرت أن معظم الأشخاص يصابون بمرض السكر وكثيرا من هؤلاء المرضى قد لا تظهر عليهم بعض أعراض المرض ولا يدركون بأنهم مصابون بالسكر، وقد يكون وراء هذا الانتشار الواسع لهذا المرض تغير في بعض أنواع الطعام والسمنة والرفاهية والقلق والتوترات النفسية والإصابة في بعض الأحيان ببعض الفيروسات. لذلك فإننا سوف نقوم بمناقشة دور الخدمة الاجتماعية مع مرض السكري وما هي المؤسسات التي تكافح المرض.
أهمية البحث:
تسلط هذه الدراسة الضوء على موضوع من أهم الموضوعات وأشدها خطورة وهو موضوع مرض السكري، ونجد أن مشكلة مرض السكري لا تكمن في ارتفاع نسبة السكر في الدم فقط، فذلك عرض لمرض ينتشر في جميع أنحاء جسم الإنسان بهدوء وببطء ولكنه ينتشر بعنف وشدة، حيث أظهرت أكثر الدراسات التي أجريت أن خطورة الوفاة الناتجة عن هذه المضاعفات التي تحدث لمرضي السكري توازي الضعف بالمقارنة بغيره من الأشخاص الأصحاء من الذين في نفس عمرهم وجنسهم، ونجد أن مرضى السكري أكثر تعرضا للوفاة بنتيجة أمراض شرايين القلب ونسبتهم تتخطي ثلاثة أضعاف ما يقرب إلى 75% من الوفيات الناتجة عن مرض السكري تحدث بسبب بعض أمراض شرايين القلب، وهم أكثر الناس تعرضا للإصابة بجلطات الدماغ بنسبة كبية تتخطي ثلاثة أضعاف، ويعتبر مرض السكري سبب رئيسي لبعض حالات فقدان البصر لمن هم في العشرينات، لذلك يجب محاربته ونشر الوعي الكامل به وتوعية المواطنين بخطورته وأعراضه ويجب أن نقوم بمعرفه دور الخدمة الاجتماعي مع مرضي السكر.
دور الخدمة الاجتماعية مع مرض السكر:
ازادت اهمية الخدمة الاجتماعية في الفترات الاخيرة في المجال الطبي وقامت بالاهتمام بشكل كبير بمرضي السكري حيث يقوم الاخصائي الاجتماعي الطبي بتقديم العون إلى مرضي السكري والي ذويهم وأسرهم وخاصه في الوقاية من المرض بالإضافة إلى اتباع خطة العلاج الخاص بمريض السكري الذي يقوم بإقراره الطبيب له كما أن الخدمة الاجتماعية تمكن المريض من ان يعيش في استقرار نفسي واجتماعي أثناء فترة علاجه وبالتالي نجد أن هناك العديد من الحالات المرضية التي يستعصي الطبيب في علاجها فيقوم بالاستعانة بالأخصائي الاجتماعي لكي يتدخل. ولهذا فان دور الخدمة الاجتماعية المتمثلة في دور الاخصائي الاجتماعي لها العديد من الادوار في المجال الطبي وخاصه في حالات مرض السكري وسوف نقوم باستعراضها فيما هو أتي.
دور الخدمة الاجتماعية والاخصائي الاجتماعي مع مرضي السكري:
1. تلعب الخدمة الاجتماعية المتمثلة في الاخصائي الاجتماعي دور هام مع مريض السكري وذلك من خلال مساعدته في تقديم العون له من خلال تنظيم معيشته وجعله يقوم باتباع خطة العلاج.
2. كما أنه يساعد المريض على جعله يعيش في استقرار نفسي واجتماعي بعيداً عن أي مشاكل قد يواجهها.
3. يساعد المريض على تقبل مرضه ومساعدته في تخطي تلك الحالة النفسية الصعبة التي من الممكن أن يصاب بها بمجرد علمه بمرضه وتجعله يتعايش مع المرض ويتجنب اعراضه الجانبية.
4. تقوم الخدمة الاجتماعية على جعل المريض يستفيد بشكل كبير بجميع أوجه الرعاية الطبية والنفسية والاجتماعية التي تعطيها الدولة للمريض.
5. كما تقوم الخدمة الاجتماعية التي تتمثل في الاخصائي الاجتماعي بعمل بحث لحالات المرضي والسعي نحو حل مشاكلهم وتتبعهم بشكل مستمر.
6. تقوم الخدمة الاجتماعية بمساعده المرضي في استكمال حياتهم كما انها تساعده في تخطي أي مشاكل قد تزيد من الاعراض الجانبية للمرض من خلال تعليمه كيف يقوم بالتحكم في انفعاله.
دور الأخصائي الاجتماعي الطبي والخدمة الاجتماعية مع اسر مرضى السكري:
1. تقوم الخدمة الاجتماعية بالسعي نحو حل مشاكل أسر مرضي السكري سواء كانت اجتماعية او نفسية او مادية.
2. كما أنها تقوم بدمج الاسرة مع بعضها البعض من خلال تقوية العلاقات الاجتماعية بين الاسرة وبين مريض السكري والتي تؤدي بشكل كبير إلى تحسين الحالة النفسية لأسر مريض السكري وتقليل الاعراض الجانبية لمريض السكري وذلك من خلال تماسك الرباط الاسري.
3. كما تقوم الخدمة الاجتماعية بتهيئة الجو من خلال جعل الاسرة تتقبل الوضع الجديد للمريض كما أنها تقوم بتوعية الاسرة بكيفية التعامل مع مريض السكر.
4. وتقوم الخدمة الاجتماعية بتوضيح لوضع الجديد لأهل المريض من خلال جعلهم تعرفون على المرض واسبابه ومضاعفاته واثاره وكيفه التعامل في جميع الاوضاع التي يمر بها المريض بالإضافة إلى توعيتهم بالغذاء الممنوع او الواجب على المريض وجعلهم يقومون بمتابعة الامر مع طبيب بصورة دورية منتظمة.
دور المؤسسات في مكافحة السكري:
هناك العديد من المنظمات والمؤسسات التي تقوم برعاية مرضي السكري والحد منه والسعي نحو الحد من مرض السكري وسوف نقوم بذكر العديد من الامثلة والنماذج التي توضح دور الخدمة الاجتماعية مع مرض السكري وذلك من خلال بعض المؤسسات والمنظمات والتي منها:-
1- الجمعية القطرية للسكري:
وهي مؤسسة قطرية لا تهدف إلى الربح وقد تم تأسيسها في عام 1995 وكان الهدف الرئيسي من تأسيسها هو مساندة مرضي السكري وأسرهم والسعي نحو زيادة الوعي بالمرض وكيفية الوقاية منه وكيفية علاجه والحد منه كما انها تقوم بتقديم الوعي والارشاد والتوجيه لمريض السكري كما انها تسعي بشكل كبير إلى مساعدة المصابين بالسكري أو المعرضين للإصابة به وذلك من خلال تثقيفهم من الناحية الصحية وتقديم الخدمات والرعاية لهم وتحسين رؤيتهم للحياة.
2- مؤسسة حمد الطبية:
تقوم مؤسسة حمد الطبية بالسعي نحو تقليل مرض السكري وبالتالي فهي تقوم بنصح ورعاية مرضي السكري من خلال اتخاذ الاحتياطات الضرورية وطلب مشورة الطبيب قبل أي أجراء في حياتهم والسعي نحو توعيتهم كما تقدم مؤسسة حمد الطبية خدمة الطوارئ عبر الهاتف وطلب المساعدة الطبية المتعلقة بالسكري وتوفير رعاية صحية وخدمات متميزة إلى جانب توفير مثقفي السكري وأخصائي التغذية وخدمات الصيدلية المتخصصة.
3- الجمعية العمانية لمرض السكري:
تعتبر الجمعية العمانية من المؤسسات الاجتماعية التي تسعي إلى الحد من مرض السكري وبالتالي للجمعية العديد من الاهداف والتي منها أن تكون الجمعية مرجع موثوق وجهة معترف بها فيما يخص مختلف الجوانب المتعلقة بمرض السكري سواء بالنسبة للعاملين في هذا الحقل أو المرضى وذويهم أو عموم المجتمع. بالإضافة إلى السعي نحو توعية مرضى السكري عن مختلف التطورات في مجال الرعاية بمرض السكري وتشجيعهم على المشاركة الايجابية في العناية بحالتهم المرضية.
4- منظمة الصحة العالمية ومرض السكري:
نجد أن المنظمة العالمية للصحة تلعب دور كبير في تشجيع ودعم وإقامة فعاليات لترصد مرض السكري والمضاعفات الناتجة عنه وما هي طرق الوقاية منه وكيفية مكافحته وخاصة البلاد صاحبة الدخل المنخفض أو المتوسط ولتحقيق ذلك تقوم المنظمة بما يلي:
• تقوم بوضع المبادئ التوجيهية والعلمية التي يتم من خلالها نشر طرق الوقاية من داء السكري.
• تضع المنظمة المعايير والقواعد المناسبة التي تعمل على تشخيص مرض السكري وكيفية رعاية مرضاه.
• نشر الوعي بخصوص مرض السكري وتقوم بإحياء والاحتفال باليوم العالمي لداء السكري.
• تقوم بإجراء رصد لمرض السكري ومعرفة العوامل التي تمثل خطورة المتعلقة به.
الخاتمة:
في ختام هذا البحث نرجو أن يكون البحث كفى ووفى وتناول الموضوع بشكل سلس ومباشر ونتمنى أن يستفاد منه الجميع، ونتمنى أن يصبح هناك حملات توعية للمواطنين جميعا للتعرف على هذا المرض وهو مرض السكري لأن هناك الكثير ممن يصابوا به وذلك حتى يعرف الناس خطورته ومضاعفاته ويكون لديهم معلومات كامله وعن أسباب الإصابة به وتجنبها، كما أنه يجب على المواطنون عمل بحث دوري للاطمئنان على صحتهم والمتابعة المستمرة. كما أن مرضي السكري عليهم مراعاة ذلك والتعامل مع هذا المرض بحرص شديد والمتابعة المستمرة مع الدكتور الخاص بهم ومداومة قياس نسبة السكر في الدم ومتابعتها مع الدكتور، كما أنه يجب عليهم اتباع التعليمات والإرشادات التي يبلغها لهم الدكتور واتباع نظام غذائي سليم والمداومة على ممارسه الرياضة. ولا يجب أن ننسي دور الاخصائي الاجتماعي في مجال رعاية مرضي السكري ولكن يجب أن يكون هناك دور اخر وهو دور المجتمع المحلي في الحد من المرض وذلك من خلال قيام الدولة بنشر الوعي بين أفراد المجتمع حول موضوع مرض السكري وتوعيتهم بخطورته ومضاعفاته وكيفية الحذر منه والحد من انتشاره كما أن الدولة يجب أن تقوم على تجهيز المستشفيات بأجهزة حديثة والمعامل أيضا للحصول على أدق التحاليل والفحوصات للمرضي. بالإضافة إلى العمل على إقامة ندوات طبية وبعثات طبية إلى الخارج لمعرفة أخر ما توصل إلية العمل في علاج هذا المرض وكيفية الحماية منه. وأخيراً يقوم المجتمع بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية للعمل على التصدي لهذا المرض ونشر الوعي الصحي السليم بين المجتمعات لتجنب الإصابة بهذا المرض.
المراجع:
• جمال الدين- السكرى الوقاية والعلاج- دار الفراشة للنشر- بيروت- 2004.
• حسن فكري منصور. علاج مرض السكر بدون دواء. دار الطلائع للنشر، القاهرة، جمهورية مصر العربية، 2000.
• رضوان، عبد الكريم _ فاعلية برنامج إرشادي تدريبي لخفض الضغوط النفسية وتحسن التوافق لدى مرضى السكري بمحافظة غزة، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية التربية، جامعة عين شمس، القاهرة _2008.
• عقيل حسين عيدروس _ مرض السكر بين الصيدلي والطبيب _ السعودية، مكة المكرمة _ الطبعة الأولي _ 1993م.
• ماغي غرينوود- روبنسون. السكري- الوقاية- العلاج- الشفاء في 6 خطوات سهلة. ترجمة جنان يموت، شركة دار الفراشة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان،2004.
• ماهر يسري. الدليل الكامل لمرض السكر. مكتبة النافذة، الجيزة، جمهورية مصر العربية، 2003.
• المرجع الوطني لتثقيف مرضي داء السكري _ المملكة العربية السعودية _ وزارة الصحة _ الوكالة المساعدة للطب الوقائي (الإدارة العامة للأمراض غير المعدية) _ الإصدار الأول 2011م -1432ه.
• مغازي على محجوب. كلام جديد عن السكر. دار أخبار اليوم، القاهرة، جمهورية مصر العربية، 1997.
• يونس ابراهيم (2004): المشكلات النفسية والاجتماعية لدى مرضى السكري، وتأثيرها على جودة الحياة، رسالة ماجستير، كلية الصحة العامة، جامعة القدس، غزة.