تعريف الحب في علم النفس
من المعروف لدينا أن الحب كلمة رقيقة تعمل بشكل كبير على وصف كل المشاعر الكامنة الداخلة لكل الكائنات هذا بالإضافة إلى أن الحب يعبر عن اتجاه شعور معين إلى شخص ما وهذا الميل أو الشعور أو الإحساس في الغالب ما يكون مرتبط إلى حد كبير برغبة الاقتراب من هذا الشخص والكثير من علماء علم النفس يصفون هذا الأمر بأنه سر غامض. فمن منا لديه القوة الشجاعة أن يعلن لمن يحبه ويرتبط به أن الحب عبارة عن وهم كبير وأن ما يشعر به كل واحد منهما تجاه الأخر أنما هو وهم كبير قاموا هم بصنعة وعاشوا فيه ومن لديه الشجاعة أن يقول مثلا لأمه إنها تحبه وذلك بدافع من الأنانية ومن منا لديه الشجاعة أن يعلن هذا الأمر وذلك علة أساس انه يعتبر تفسير لكل علاقات الحب التي تم ادعائها من جانبه أو من جانب الأخرين. وحتى نستطيع أن نفهم الحب في نظر علم النفس علينا أن نقوم باتباع رحلته مع الإنسان منذ نشأته ومولدة وذلك حتى نري هل الحب يعتبر فطرة تم خلقها بداخلنا أم انه وهم كبير نعيش فيه أما انه عبارة عن شعور داخلي تولد لدينا منذ الصغر ويكبر معنها ويتطور مع مرور الزمن.
طرق تقسيم أنواع الحب:
في الحقيقة، فإن للحب أنواع كثيرة يمكن تقسيمها على أساس الدافع اليها، كما من الممكن العمل أيضا على تقسيمها وفقا إلى الشخص المحبوب فيوجد مثلا الحب العاطفي بالإضافة إلى حب الأصدقاء وحب الأخوة وحب الأبناء كما يوجد أيضا حب الوطن وما يعرف بحب الإنسانية بالإضافة إلى حب الوالدين وأيضا حب الله. لذلك فإنه من الضروري التعرف على الحب في علم النفس حيث أن الكثير من الناس قد يفسر مشاعر الاهتمام والانجذاب نحو شخص ما بانها مشاعر حب فقد تكون هذه المشاعر مشاعر واهية لا أساس لها هذا بالإضافة إلى أن الحب يختلف من شخص إلى اخر فحب الوالدين ليس كحب الحبيب كما أن حب الأبناء ليس كحب الأهل فكل منهما له درجته.
تعريف الحب في علم النفس:
يعتقد الكثير من الناس من أبناء مجتمعاتنا العربية أن الحب هو عبارة عن شعور لذيذ يشعر فيه الإنسان بالسعادة وذلك عندما يقيم هذا الإنسان علاقة مع شخص اخر كما يظن البعض أن الحب هو عبارة عن شعور يقوم إنسان ما بمنحة إلى إنسان اخر فهذا الإحساس والشعور الذي ينبعث منه السعادة والبهجة يطلق علية الكثير من الناس الحب ويذهب البعض الأخر عند تعريف الحب نظرة مختلفة عما سبق فالبعض منهم ينظر إلى الحب على أساس انه عبارة عن علم وفن من الفنون التي يعلمها الإنسان وقالوا أصحاب هذا الرأي انه يجب أن تتوفر في الإنسان مجموعة من القدرات النفسية والقدرات العقلية وذلك حتى يتمكن من تعلم هذا العلم أو هذا الفن المعروف باسم الحب وحتى يستطيع أن يقوم بممارسته وعلى الرغم من ذلك إلا أن أصحاب هذا الراي يومنون كثيرا بأهمية وجود الحب في حياة الإنسان فالإنسان كائن لا يستطيع العيش بدون الحب فمن المعروف لدينا أن أغاني الحب والرومانسية تحتل في نفوس الكثير من الناس أهمية بالغة حيث أنها تشعرهم كثيرا بالراحة والسعادة فهي تعبر عن حالتهم العاطفية التي يعيشونها. يقول الغالبية العظمي من الناس أن الحب يعتمد على المنطق الفردي وعلى المنطق الجماعي فالكثير منهم يرى أن الحب يكمن في الأساس في أن يكون الشخص محبوبا من قبل الأخرين.
أنواع الحب في علم النفس:
للحب أنواع كثيرة ومتعددة ومختلفة عن بعضها البعض فمنها على سبيل المثال الحب ذو الطابع الإيجابي والحب ذو الطابع السلبي والذي يطلق علية علماء علم النفس بالحب المنحرف كما يوجد نوع اخر من أنواع الحب يعرف بالحب. فهناك كثير من الاضطرابات النفسية تكون مرتبطة بالحب بشكل كبير ومنها على سبيل المثال ما يعرف بالهوس الشبقي وما يعرف بالحب الوسواسي كما يوجد أيضا ما يعرف بحب الشهوة وهذا الحب يكون فيه فرط في الرغبة الجنسية، وهناك كثير من الأشخاص يرغبون ويتلهفون على هذا النوع المذموم الغير محبوب من هذا الحب الأناني المتسلط.
عندما لا يكون لدي الإنسان ما يكفيه من الحب الحقيقي فانه هنا قد يلجا إلى هذا النوع من الحب من اجل تحقيق كل رغباته المكبوتة الموجود أساسا في داخلة فالإنسان من الممكن أن يستخدم وسائل كثيرة ومتعددة من اجل تحقيق هذا الأمر فالمال مثلا والغضب بالإضافة إلى الجنس والى الكحول والى المخدرات تعتبر كلها وسائل يمكن العمل على استخدامها من اجل ملء الفراغ الذي قد يعيشه الإنسان وحتى يتمكن من العمل على تحقيق كل رغباته المكبوتة.
لذلك فإن للحب أنواع كثيرة ومتعددة تختلف عن منهما عن الأخرى بشكل كبير فالحب هو العاطفة القوية التي تربط بين كلا من المودة والألفة كما انه هو الرابطة القوية التي تربط بين الميل وبين التواصل وبين كلا من التقارب والتشارك وفي السياق الفلسفي قد تم عريف الحب على انه هو الفضيلة التي تمثل كل ما يتعلق بالعطف الإنساني وبالانجذاب نحو كلا من الجمال ومن التعامل على أن يتم هذا الأمر بالرحمة واللطف. فالحب هنا ليس هو مجرد علاقة ارتباط قائمة بين شخصين وإنما هو إحساس وشعور قوي من جهة شخص تجاه شخص أخر. ومن المتعارف علية أن الحب يشير إلى مجموعة متنوعة ومختلفة من المشاعر.
فكلمة "حب" هنا تدل على وجود مجموعة متنوعة ومختلفة من المعاني والتي يتم العمل على تنظيمها وفق العديد من السياقات المختلفة. فالحب يشير إلى رغبة عاطفية والى رغبة حميمية كما انه يشير أيضا في كثير من الأحيان إلى كلا من التقارب العاطفي من الحب العائلي، أو قد يشير إلى الحب الأفلاطوني الذي يعرف في كثير من الأحوال بالصداقة، كما انه قد\ يشير إلى وحدانية عميقة أو إلى تفاني في حب الكثير من المعتقدات الدينية. ومن هنا نستطيع القول بانه من الصعب علينا في الكثير من الأحيان العمل على وضع تعريف معين للحب حتى إذا كان له الكثير من الأنواع النافع منها والضار.
تعريف حب الوالدين في علم النفس:
عرف علم النفس حب الوالدين بانه هو القيام بعرفان بالجميل لكل من دعونا في اهتموا بنا في طفولتنا وأصبحت هناك رابطة ترتبط بنا وبهم في أنفسنا فمن المعروف أن الأم والأب هما مصدر الحنان والرعاية والاهتمام التي كثيراً ما عشناها معهما في طفولتنا، وعلى الرغم من الحب العميق الذي يكنه الكثير من الأطفال إلى الوالدين إلا أننا قد نجد كثيراً من هؤلاء أبناء يكرهون آباءهم ويرجع السبب في هذا الأمر إلى انهم لم ينالوا من الوالدين الحب والحنان والرعاية والاهتمام والعطف الذي كانوا ينتظرونه منهم وعلى الرغم من هذا الأمر أيضا إلا أننا قد نجد مثلا في حالات التبني الخاصة بالأطفال الرضع انهم يحبون كثيرا من قام بتربيتهم وبرعايتهم وبالاهتمام بهم في الصغر فهم لا يلتفتون هنا إلى آبائهم الحقيقين بل إلى الإباء والأمهات التي قاموا بتربيتهم لذلك فإن الحب سمة جميلة زرعها الاله سبحانه وتعالي في النفوس منذ الصغر.
تعريف حب الزوجة أو الزوجة في علم النفس:
ينظر علم النفس إلى حب الزوج والزوجة وذلك علة اعتبار انه امر مهم لان الأسرة التي يسود فيها الحب تخلق أطفالا اسويا في المجتمع فعلاقة الترابط الأسري الموجودة بين الزوج والزوج تخلق جوا من الحب والألفة بين كلا من الإباء والأمهات والأبناء لذلك فإن الحب بين كلا من الرجل والمرأة قد تلعب فيه الكثير من الحاجات المادية والتي تتمثل في الغريزة الجنسية أو في غيرها من الحاجات الأخرى للحياة والتي تلعب دور مهم في حياة الأسرة بأكملها. ويهتمك علم النفس كثيرا في علاقة الحب بين الزوج والزوجة بالبناء النفسي بالإضافة إلى الحاجات المعنوية الخاصة بالإنسان والتي يكون لها الدور الأكبر والاهم في هذا النوع من أنواع الحب.
تعريف حب الأصدقاء والأبناء في علم النفس:
ينظر علم النفس إلى حب الأصدقاء وحب الأخوة بانه من اكثر أنواع الحب التي يعبر فيها كل الأشخاص عن المشاعر التي تكمن في داخلهم فقد يرى الإنسان نفسه مثلا في أخيه أو قد يري نفسة في صديقه أو في ابنه، ويجع السبب في هذا الأمر إلى أن يشبهه، أو إلى انه قد ينتمي إليه، فالشخص هنا يقوم بمعايدة الصورة الخاصة به في شخص المحبوب، أو قد يرجع السبب في انه يتفق معه في التفكير الخاص به أو في مشاعرة الخاصة به أو انه قد يختلف عنه فيكمله هذا الشخص أو قد يرجع السبب في هذا الأمر إلى أن كل منهما يوجد في نفس الصورة والتي كان الأخر يرغب في أن يكونها.
تعريف حب الأهل الأقارب في علم النفس:
من المعروف أن الأسرة أو الأهل هم عبارة عن مجموعة الأفراد يرتبطون مع بعضهم البعض برباط الزواج أو برباط القرابة ويعيشون مع بعضهم البعض في تفاعل وتفاهم وتتكامل أدوارهم في الأسرة داخل المسكن الواحد وذلك على أساس ترابط الدم أو ترابط القانون، أو ترابط العرف في هذه الأسرة ومن المعروف أيضا أن الأسرة هي الوحدة الخاصة التي يتم على أساسها بناء المجتمع، فكلما كانت هذه الأسرة متماسكة ومترابطة وقوية، كلما انعكس هذا الأمر على ذلك على المجتمع بأكمله وأصبح هذا المجتمع مجتمعاً قوياً، يتمتع كل أفراده على اختلافهم بالصحة النفسية وهذا الأمر قد يؤدي بشكل كبير إلى قلة الاضطرابات بين جميع أفراده. ينظر علم النفس إلى حب الأهل إلى انه من اكثر أنواع الحب ترابطا وقوة ففي الأهل تعلو مصلحة الجماعية على مصلحة الفرد حيث تمتاز هنا الأسرة بصغر حجمها فالأسرة هنا تشتمل على كلا من الأب والأم بالإضافة إلى الأبناء كما أنها أيضا تشتمل على الأجداد، وعلى الأعمام وعلى العمات بالإضافة إلى الأخوال والى الخالات وكل أولادهم، ويعيشوا مع بعضهم البعض داخل رباط واحد يعرف برباط الأهل في عيشة واحدة، فيتكاملون من الناحية الاقتصادية ومن الناحية الاجتماعية كما انه قد يمثلون وحدة واحدة وذلك في إطار المجتمع الذي يعيشوا بداخلة.
دراسات سابقة عن الحب:
1- دراسة حسين بهاء الدين (2001 ) بعنوان علاقة الحب بالانتماء للوطن من منظور علم النفس وقد هدفت إلى إبراز اكثر العلاقة التي تربط بين الحب وبين الهوبية والانتماء إلى الوطن من منظور علم النفس وقال الباحث أن حب الانتماء سوف يفقد الكثير من أهميته بسبب انتشار العولمة وظهورها ودخولها إلى كل اطراف المجتمع فالعولمة تحمل ثقافة جديدة مختلفة تؤدي إلى نبذ حب الانتماء إلى الوطن فهي هنا تعتبر ثقافة مستهلكة تشير إلى العنف وتعلم على تمجيد كلا من الفردية والأنانية كما توصل الباحث أيضا إلى أن العولمة تعتبر أمر واقع قام بفرض نفسه علينا وعلى المجتمع الذي يعيش فيه كما انه غير الكثير من المفاهيم التي تتعلق بحب الانتماء إلى الوطن ويجب علينا هنا أن نقوم بالتعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة بشكل موضوعي ونظرة مستقبلية.
2- دراسة لمجموعة من العلماء والباحثين الإيطاليين (1999) وقالت هذه الدراسة أن الوقوع في الحب من الأمور التي تلعب دور رئيسي وأساسي في تدمير الكثير من المواد الكيماوية الرئيسية الموجودة في المخ. كما أن هؤلاء الباحثين قد توصلوا إلى أن الأشخاص الذي يتوفر لديهم الكثير من العواطف والأحاسيس يوجد لديهم معدلات أقل من هرمون يعرف بأسم هرمون سيروتونين. وقال الباحثون في هذا الوقت أن هذه النتائج تعمل على توضيح الأسباب التي تؤدي إلى وجود قلق لدي المحبّين في الكثير من الأحيان.
3- دراسة منور نجم (2005): وجاءت هذه الدراسة بعنوان السلوكيات الأخلاقية وعلاقتها بالحب وهدفت هذه الدراسة إلى التعرف على مدي تأثير السلوك الأخلاقي على علاقة الحب وقد توصلت هذه الدراسة إلى انه كلما كان الإنسان يتمتع بسلوك قويم وسلوك أخلاقي محترم كلما كانت علاقة الحب التي تجمع بينة وبين الشريك علاقة سوية مبينة على الاحترام المتبادل وعلى التفاهم والترابط وهذا الأمر سوف ينعكس بدورة على المجتمع الذي يعيش فيه وسوف يؤثر تأثير إيجابي بالغ الأهمية علية وعلى الشخص الذي يحبه.
الخاتمة:
في النهاية نستطيع القول أن الحب يعتبر هو انفعال وشعور وإحساس قوي يصدر من شخص ما تجاه شخص اخر وذلك لأسباب حسيه تنقلها الكثير من الحواس إلى لعقل فيصدر العقل في هذا الوقت أوامر سريعة إلى الجسم بان هناك عاطفة ما أو إحساس ما تجاه شخص معين فالحب هنا في هذه الحالة يعتبر وسيلة فقط من اجل الوصول إلى الجسد وذلك حتى لو كان الغزل والأشعار بالإضافة إلى الفنون ماهي في أخرها إلا مقدمات فقط لا اكثر من ذلك وقد يري فرويد أن الحب في الكثير من الأحيان يكون عبارة عن عقدة جنسية يتمّ العمل على تحريرها كما أنها تعتبر طاقة جنسية مكبوتة بشكل ما وتنطلق بشكل كبير على هيئة حب فقط. لذلك فإن الحب أمر فطري زرعة الله سبحانه وتعالي في نفس الإنسان منذ ولادته فالإنسان لا يستطيع أن يعيش على وجه الأرض بدون الحب حتى لو كان هذا الحب يتمثل في حب الوالدين أو حب الأهل أو حب الزوج أو حب الزوجة أو حب الأصدقاء فكل واحد من هذا الحب له أسبابه وتختلف درجته من شخص إلى اخر فحب الأم لأبنائها ليس كحبها لأصدقائها وحب الابن لولدته ليس كحبة لعمته أو خالته على الرغم من أن هناك صلة دم وصلة قرابة تجمع بينهما في كثري من الأحيان. وعلية فإن الحب شيء إيجابي في المجتمع لما له من أثر إيجابية كبيرة تنعكس بدروها على المجتمع ككل فالأسرة المترابطة التي ينتشر في داخلها الحب والرحمة والمودة والترابط القوي والتي يسودها الوئام تعتبر أسرة إيجابية وبالتالي تؤثر تأثير إيجابي على المجتمع.
المراجع:
1. إبراهيم عبد الستار، اسلس علم النفس، الرياض، دار المريخ للنشر، 1987
2. أسامة سعد أبو سريع، الصداقة من منظور علم النفس، 1993
3. على السيد سليمان، الحب بين الفلسفة وعلم النفس، مكتبة الصفحات الذهبية، القاهرة،2000.