إن الناظر في مجتمعا العربي اليوم يشاهد الكثير من الاشياء الجديدة التي ظهرت وأثرت عليها، وأكثر هذه الاشياء هي المسلسلات التركية التي غزت بيوتنا واثرت على كل من فيه من اطفال وزوجة وابنة وتأثيرها الأكبر على العادات والتقاليد التي يتمسك بها المجتمع العربي، والغريب في الأمر أن هذه المسلسلات تتبلج بطريقة تؤثر على اللغة العربية الفصحى وتؤثر على الكثير من الاشياء التي سنتعرف عليها من خلال هذه المقالة.
تاريخ المسلسلات التركية:-
قدمت القنوات الفضائية المسلسلات التركية منذ عام 2006م وكانت نسب المشاهدة لهذا النوع من المسلسلات ضئيلة جداً ولا تقارن بغيرها من الاعمال الدرامية المصرية والخليجية. وفجأة ومع تسابق الزمن تزايدت هذه المسلسلات واصبحت الدراما الأولى من حيث المشاهدة في كافة الدول العربية مثل مصر والإمارات والعراق والاردن ولبنان وإيران وسوريا؛ مما عمل ذلك على نسبة مشاهدة عالية وتحقيق ربح خيالي لمنتجي هذه المسلسلات؛ ولي ذلك فقط! بل وصل الأمر إلى كثرة النقاشات بين الكثير من فئات المجتمع في الحديث عن تلك المسلسلات وعن احداثها وما فيها من إثارة مما جعل العائلة وعلى رأسهم الزوجة تنتظر المسلسل التركي وتكون على استعداد تام لمشاهدته حتى تتابع هذه الأحداث وتتعرف على الجديد فيه.
تأثير المسلسلات التركية على المرأة:-
1. مشكلة اختلاف المفاهيم في الدراما التركية:
وفي مقالتنا هذه لا نقول أن المشكلة فيما لاقته هذه المسلسلات من شهرة واقبال المشاهدين عليها؛ ولكننا نقف عند ما تقدمه هذه المسلسلات من أمور غير مناسبة لمجتمعاتنا، وقيمنا الإسلامية، وعاداتنا في بلادنا العربية والإسلامية، فالناظر إلى هذه الدراما التركية يجد أن القائمين عليها لا يهتمون كثيرًا بتعاليم الدين، فكل ما كان يظهر في هذه المسلسلات يعمل على إنتشار الرذيلة والفاحشة بين ابناء المجتمع الواحد بل بين ابناء العائلة.
2. ثقافة فتى أو فتاة الأحلام في المسلسلات التركية:
لقد تأثرت المجتمعات العربية بهذه المسلسلات كثيرًا والدليل تعلقنا بشخصياتهم واسمائهم، فتنظر الفتاة اليوم إلى فتى احلامها الذي يشبه جيم يلماز، هالوك بيلغينير، سعادت آكسوي، كيفانش تاتليتوغ، أوكتاي كينجاري، أو بوراك أوزجيفيت. ويرى الشاب فتاة أحلامه في بعض الممثلات التركية مثل مريم أوزرلي، بلو كوبا، ايفيري دير، أو سايدت أكسي. وهذا هو ما تركته لنا المسلسلات التركية التي أصبحت الآن تعرف باسم ممثليها. حتى وإن غفل عن الشخص اسم المسلسل ولكنه يعرفه بأسماء أبطاله؛ فلا أحد لم يشاهد معظم تلك المسلسلات كمهند ونور. ويأتي على نفس الوتيرة سنوات الضياع وغيرها من المسلسلات التركية التي نجدها تتعلق في ذهن شبابنا وبناتنا. والغريب من كل هذا التأثير الواضح في اسمائهم فنجد أن هناك إقبالاً شديداً في على اسماء هذه الشخصيات.
3. سيناريوهات المسلسلات التركية الغير واقعية:
وإذا تحدثنا بصورة أكثر عن تأثير هذه المسلسلات التركية نجد أن سيناريوهاتها تتجمع في الرومانسية والعشق وهذا الفن هو أقرب إلى السيطرة على عقل الشباب، وايضا الزوجات في بيوتهن فهم يريدون معاملة مماثلة من سماع الموسيقى وعرض الأزياء مع الرقص ومع فنون الديكور والملابس والعري كل هذا يؤثر على العائلة لما تراه في هذه المسلسلات التركية، حيث يعمل ذلك على تهديد كيان المجتمع وعاداته وتقاليده.
الخاتمة:
تمثل المسلسلات التركية ثقافة جديدة على مجتمعنا لابد وأن نقف لها حتى نأمن في مجتمعنا ولا نترك أنفسنا لها لتسيطر علينا بثقافات دخيلة على مجتمعنا العربي؛ تعمل على تفكيك الأسرة وتعمل على فكر جديد بين الشباب وتشغلنا عن أمور حياتنا الرئيسية وتجعلنا نهدر اوقات كثير في امامها، فالعجيب أن هذه المسلسلات تكون حلقاتها كثيرة جداً وهذا هو الهدف المطلوب من القائمين عليه، وهو انشغال الفرد والعائلة به، وعدم تقدم الأمة العربية وجعلها في مكانة تستقطب كل ما يدور من حولها دون أن تقدم جديد من أجل رقيها وتقدمها.